بسم الله
تقول اخت في رسالة لها :
منزوجه ولدي ثلاثة من الابناء أكبرهم عمره ثمانية عشر عاما كان في صغره مطيع جدا لي وقريبا مني ولكن منذ
بداية مرحلة المراهقه وقد تغيرت أحواله فأصبح منغلقا علي نفسه كثيرا ويجلس في غرفته أكثر الوقت وعندما يجلس معنا دائما ما يكون تركيزه مع هاتفه وعندما أطلب منه أخذ هاتفه يتركنا ويذهب لذا بدأت أقلق من تغيره وخوفه من أن يفتح أحد من إخوته هاتفه أو يقترب منه لذا حاولت فتح هاتفه وعندما فتحته وجدت ما كسر قلبي فولدي صغيري الذي ربيته على الأخلاق يشاهد مواقع إباحية أشعر بالصدمة والعجز وأخاف من إخبار والده بأمر كهذا فتحدث كارثة أكبر فوالده عصبي بطبعه نصيحتكم كيف أتصرف؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول
اختي في الله عليكي أن تتحلي بالحكمة والهدوء حيث يمكنك التعامل مع هذا الأمر فتلك حقا مشكلة من عدة مشاكل تهدد الكثير من الأبناء خاصة في مرحلة المراهقه ولا نقلل من كونها مشكلة ليست هينه ولكن التعامل مع الاولاد في سن المراهقة يجب أن يكون بحكمه حتي نتفادي الصدام المباشر الذي يفقد أولادنا الثقة فينا ويمنعهم اللجوء إلينا في مشاكلهم وطلب النصيحة في مواجهة الفتن التي يتعرضون إليها
الولد في هذا السن يحدث لديه عدة تغيرات نفسية وبيولوجيه وتغير طباعه هذا أمر وارد الحدوث كثيرا ولكن يجب علي الأم والأب أن يعلموا أن تلك المرحلة تحتاج معاملة خاصة للولد فالولد يعتقد أنه قد أصبح رجلا وأكثر ما يحتاج إليه هو الإحترام والتقدير من والديه واحترام خصوصيته لذا ففكرة معاقبة الولد في هذا السن كما الاطفال تفسد ولا تصلح وعندها قد يجد الوالدين ردة فعل غير متوقعه من تمرد الولد أو عصيانه في حال معاقبته كما لو كان طفلا
لذا فنصيحتي لكي أختي في تلك المشكله هو أن تتحدثي إلي والده في هدوء وحكمه وإن كنتي تعلمين سابقا أن والده لن يدير الأمر بحكمه وسيستخدم العنف والعصبيه فيمكنك الاستعانه بأخ لكي مثلا يكون مقربا من ولدك وتطلبي منه أن يساعدك بأن تقومون بخطه "حيث يفتح أخيك حديثا عابرا ويتعمد أن يتحدث الي ولدك عن فترة صغره وأنه كان في فترة المراهقه يرتكب أخطاء ولكن الله أكرمه وتاب عليه عندما علم بخطر وبشاعة ما يفعلة
وعندها مؤكدا سيسأله الولد بدافع الفضول عما كان يفعله خاله في سن المراهقة؟
وعندها يخبره خاله بأنه سيعلمه بسره ولا يخبر به أحدا فقد تاب الله عليه ثم يبدأ معه بإخباره أنه كان يشاهد مواقع إباحيه وكان في بداية الأمر يعتقد أن الأمر بسيط وانها مجرد أفلام ولكن رزقه الله بصديق صالح كان يتحدث عن مخاطر مشاهدة الإباحية وأنها تجلب الخسران في الدنيا والآخرة
وقد قال صديقي هذا عدة أمور عن مخاطر مشاهدة تلك المواقع ومنها :
- أن مشاهدة تلك المواقع يقلل نسبة التركيز والذكاء والإنتاج حيث تجعل الشخص طوال الوقت يعيش في حالة من التخبط واللاوعي وتخيل ما شاهده طوال الوقت
- أن كثرة مشاهدة تلك المواقع يفسد الصحة والإدمان عليها يضعف القدرة الجنسيه فيصبح الرجل غير قادرا علي إنشاء أسرة سويه أو إنجاب أولاد
- أن تلك المشاهدات المحرمه تعد زنا فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم :"العين تزني وزناها النظر"
- أن عدم التوبة من تلك المعصيه قد يسبب الفضيحة في الدنيا والآخرة وسوء الخاتمه فقد قال صلى الله عليه وسلم "من عاش علي شيء مات عليه ومن مات علي شيء بعث عليه" فتخيلت أني قد تقبض روحي وأنا أشاهد تلك المواقع
- كما أن مشاهدة الإباحية تمنع الرزق وقد تكون سببا رئيسيا في الحرمان من زوجة صالحة وأولاد صالحين
- كما أن تلك المعصية تورث ضيق في الصدر وضنكا في العيش وتذهب الخشوع في العبادات كما قال تعالي :" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
ثم يكمل الخال مقولته بقوله ولكن الله قد أعانني عندما سمعت هذا الكلام على ترك تلك المعصيه بسهوله وبعدة خطوات وهي :
- الاستعانه بالله والتضرع اليه والتوبة الصادقه والبكاء بين يدي ربي كي يعينني ويتوب علي وتذكرت قول الله تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" ومن تاب تاب الله عليه
- حرصت علي التزود بالطاعه فالطاعة تأتي بطاعه والمعصيه تأتي بالمعصية فحرصت علي حفظ القرآن وسماع الدروس عن مخاطر مشاهدة المواقع الإباحية وغيرها من الدروس التي كانت لي خير عون علي التخلص من هذا الذنب
- حرصت علي إشغال كل وقتي" فالنفس إن لم تشغلها بالطاعه شغلتك بالمعصية" فحرصت علي ممارسة الرياضه وتعلم علم شرعي وإتقان دراستي ومشاركة والداي في الجلسات العائليه وقد منعت نفسي من وجودي بمفردي سوي وقت النوم فقط حتي لا أسمح للشيطان ان يجرني الي تلك المعصيه ثانيه
- وكلما سقطت وفعلت هذا الذنب أخرج صدقة بنية التوبه وأتوب من جديد وأبكي لله حتي تاب الله علي وهداني ورزقني وعوضني بالحلال الطيب وبسعادة لا توصف
لذا دائما ما أحرص علي التحدث عن تلك الفترة من حياتي حتي يتعلم الشباب مني ويعلموا أننا بشر قد نخطئ ولكن الأهم هو الا نتمادي في الخطأ ونسرع بالتوبه قبل إنقضاء العمر فقد قال ربنا في كتابه :"وتوبوا الي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" وقال تعالي :" وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماء والأرض أعدت للمتقين "
عندها ستصل الرسالة لولدك وعليكي بعدها أن تحرصي علي مساعدته بإشغال وقته بما ينفع والقرب منه وان تطلبي من والده أن يلزم صحبته وتقديره ومعاملته كصديق حتي يستطيع الولد إمضاء أغلب الوقت معكم ويتغلب علي تلك المعصيه كما ننصحكم بقراءة تلك المقالات ستكون لكم خير عون بإذن الله
كيف أحمي أولادي
كيف أربي اولادي1
كيف أربي أولادي 2
والله تعالي أسأل أن يحفظ جميع أولاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن
تعليقات
إرسال تعليق