بسم الله
تقول اخت لنا في رسالتها :
أنا امرأة أبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما أم لطفلين ومتزوجه منذ اربع ست سنوات منذ صغري ووالدي يقسوا علي في معاملتي مع أني أصغر أخواتي سنا ولكنه كان يعاملني أسوأ معاملة ويفضل باقي اخواتي وإخواني في المعامله فنحن خمسة إخوه ولدان وثلاث بنات حتي أنه كان يعنفني علي أقل خطأ ويعاقبني بشده وعندما تخرجت من الجامعه وبدأ يتقدم رجال لخطبتي كان يرفض ويقول أنه لن يقوم بتجهيزي لذا خرجت للعمل حتي أستطيع أن أجهز
نفسي ويوافق علي زواجي كي أخرج من هذا الجحيم الذي أعيش به مع أن والدي ميسور الحال وعندما بدات أملك المال من عملي وأقوم بتجهيز نفسي تقدم لي من يخطبني وعندها وافقت على الفور كي أخرج من بيت والدي وفقط ولكن الله عوض صبري ورزقني زوجا أنساني كل ما عانيته في حياتي ورزقني بذريه والحمد لله حتي أني لا أذهب إلى بيت ابي سوي مرة في الشهر من أجل امي مع اننا في نفس البلده وقد مرض والدي الان وانا أقرب إخوتي من بيت أهلي فباقي أخواتي متزوجون خارج بلدنا ووالدتي مسنه ولا تستطيع رعاية والدي في مرضه وأريد أن أخدمه حسبة لله ولكن هذا قد يؤثر علي القيام بأمور بيتي وزوجي لذا أشعر بالحيرة الشديده ولا أعلم ماذا أفعل هل أساعد والدي القاسي علي حساب بيتي وزوجي أم أنه لا يجب علي هذا نصيكتكم لي جزاكم الله خيرا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
نجيب باذن الله علي سؤالك اختي والله نسأل ان يلهمنا وإياكي السداد في القول والعمل
يقول ربنا في كتابه العزيز :"وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه.."
ربنا سبحانه وتعالي جعل عبادته مقترنه برضي الوالدين لعظم حقهم علي الابناء وقد خص ربنا سبحانه فترة كبر السن في حياة الوالدين وأمرنا أن نرحم كبرهم وضعفهم ونحرص علي رحمتهم والمبالغة فيها بقوله تعالي" واخفض لهما جناح الذل من الرحمه
- والعافين عن الناس
اما عن قسوة والدك فالله هو من سيحاسبه ولعلها لم تكن قسوة بل كان في حدود معرفة الدك أنها إحدي طرق التربية وهي الحزم أو الشده ولكن حتي لو كان كما تقولين كان أبا قاسيا فالله سيحاسبه وأنتي عليكي بذل الخير والبر منتظرة الجزاء من رب العالمين في الدنيا والآخرة وتذكري قول ربك في كتابه العزيز :"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" فبعفوك عن والدك تنالين محبة الله وأعلي درجات الإيمان وهي الإحسان وقال تعالي :"ولمن صبر وغفر إن ذالك لمن عزم الأمور" وقال تعالي "إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" فجددي النيه وسامحي والدك تنالين عفو ربك وسعادة الدارين
- فضل البر
قال ربنا في كتابه العزيز :"وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا"
هل هناك ذنب أشد من مجاهدة الأب ولده ليخسر دنياه وأخرته بترك دينه والإشراك بربه ولكن ربنا أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين يقول "فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا" وعندما نقرأ في كتاب ربنا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث قال له والده :" لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا" يهدده والده بالقتل فماذا كان رده "قال سلام عليك ساستغفر لك ربي" فعوضه الله في الدنيا قبل الاخره حيث رزق الله نبينا إبراهيم بولد صالح عندما قال له :"يابني إني أري في المنام أني أذبحك.." "قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "فبركة البر تجدينها في الدنيا والآخرة ولتسمعي قول نبيك حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه :"خاب وخسر من أدرك والديه أو أحدهما ولم يدخل الجنه" فاحرصي الا تغلقي بابا لكي الي الجنه
- مالا يدرك كله لا يترك كله
نأتي الي أمر تقصيرك في حق بيتك فيمكن تدارك هذا الأمر بإذن الله فحق زوجك وبيتك لا يمكن إغفاله فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه حين سئل من أعظم حقا علي المرأة؟ قال زوجها ولكن أصحاب الهمة العاليه يعلمون أن الراحة لا تدرك بالراحة والنعيم لا يدرك بالنعيم ومن أراد معالي الامور وجنة عرضها السموات والأرض فسيعمل ويكد من أجل هذا لذا فيمكنك فعل ما يلي لتوازني بين أمر بيتك وبر والدك
- يمكنك أن تطلبي من زوجك بكلام طيب( والمرأة تجد الطريقة التي تساعدها في موافقة زوجها علي ما تريده) فتطلبي منه أن يسمح لكي بذهابك الي بيت اهلك يومين إسبوعيا مثلا تقومين فيهما علي رعاية والدك والقيام علي أمور البيت من طعام وشراب يكفيهم وعناية كامله أو تذهبين اليهم يوميا مثلا وزوجك في عمله تطمئني علي والدك وتقومين برعايته وتعودين بعدها الي بيتك بما أنك تعيشين في نفس البلده فالأمر سيكون ميسر بإذن الله
- كما أنه عليكي أن تطلبي من إخوتك أن يعينوكي وتحثيهم علي بر والدهم وان تتقاسموا أمر رعاية والدك والقيام علي شؤنه
- من استعان بالله أعانه
فلتجددي النيه ولتستعيني بربك ولتحرصي علي الموازنه بين رعاية بيتك وبر أهلك واعلمي أن من صدق العزم حتما سيجد الطريق وسيخلف الله عليكي برك في عافيتك واولادك وحياتك يقينا في الله
- وختاما نقول للأب
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم"
والله تعالي يقول في كتابه العزيز لنبينا :"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "لم تشفع العصمة أو النبوة والرساله في حال كان الطبع غليظا فنبينا صلوات ربي وسلامه عليه هو قدوتنا كان يرحم الدابه والراحمون يرحمهم الرحمان
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه»
وقد أوصانا نبينا صلوات ربي وسلامه عليه بالبنات خاصه فقال ن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، وكان غلام يحدو بهن يقال له أنجشة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير "أي النساء
وقد قال صلي الله عليه وسلم :"(مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة ) فابنتك باب لك الي الجنه فلترفق بها ولتتقي الله فيها تنال رضي الله والجنه "والله نسأله أن يغفر لنا ولك ما مضي ويعيننا علي إصلاح ما بقي
تعليقات
إرسال تعليق