القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أحمي أولادي من إدمان الانترنت؟

بسم الله 

رساله من أم تقول فيها :

أنا أم لثلاثة أطفال في أعمار متقاربه كنت أمنع طفلي الأول من الهاتف لما قد علمت من أضراره ولكن مع زيادة المسؤليات بدأت أعطي أولادي الهاتف بعض الوقت حتي أتمكن من إنجاز الاعمال اليوميه ولكن بدأ الأولاد يتعلقون بالهاتف وعندما أمنعه عنهم يبدأون بالصراخ فأكون مضطرة الي تركهم علي الهاتف فترات طويله وهذا الأمر أصبح يثير قلقي وشعوري بالذنب خاصة بعدما وجدت أنه يتم عرض إعلانات في وسط أفلام الكرتون غير مناسبة للأطفال أريد أن أمنعم عن تلك العادة السيئه من كثرة الجلوس أمام الهواتف ولا أعلم كيف أفعل ذالك ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

بداية حتي ندرك أهمية وخطورة أمر ترك الهواتف في أيدي الأطفال سنذكر نبذة بسيطه عن مخاطر تلك الهواتف وأثرها علي الاطفال 

  • أثبتت الدراسات أنه يؤثر بشكل مباشر علي قوة النظر عند الاطفال والكبار كما يؤثر علي الأعصاب والعظام والتركيز وتقليل تحصيل الاطفال الدراسي ومستوي الحفظ والإستيعاب هذا من الناحية الجسديه كما يعمل علي تأخير الكلام عند الاطفال الاصغر سنا كما ذكرت دراسة حديثه أن الضوء المنبعث من الأجهزة الذكيه يحدث عند الاطفال ما يسمي بالبلوغ المبكر وهو ما يؤثر مستقبلا علي نسب الخصوبة لديهم

  • ومن الناحية النفسيه فهو يجعل الطفل يميل أكثر الي العزله وتوترات في النوم واضطرابات نفسيه وتغيرات في السلوك 

  • ومن الناحية الاخلاقيه فحدث ولا حرج فطمس الفطرة  والعنف ونزع الحياء وفساد الأخلاق قد أصبح الصفة السائده في ما يتم عرضه للأطفال والكبار فحتي أفلام الكرتون لم تسلم من دس السم في العسل فيها والله المستعان 

فلتعلمي اختي أن أمر تهاونك في ترك اولادك علي الهاتف هو بمثابة تسليم أولادك لسارق لصحتهم وأخلاقهم ودينهم فما نري من موجة الإلحاد التي تعصف بالاولاد في سن المراهقه إنما هي بسبب ترك الاولاد علي الهواتف بدون حمايتهم بالتعلم والتفقه في دينهم فتعصف بهم الفتن ويسقطون في هاويات من الظلام والله المستعان 

فالسؤال لكل أم :جاءك سارق وطلب منك أخذ صحة أولادك ودينهم وفطرتهم وأخلاقهم بشرط تركك تتفرغين للاعمال المنزليه ويبعد عنك إزعاج فلذات أكبادك فما هو جوابك ؟

أم تقول أنا أترك أولادي علي الهاتف ولكن تحت سيطرتي وكل ما يشاهدوه أعلمه أنا أولا 

أقول لك أختي اليوم تستطيعين فعل ذالك لكن عندما يعتاد الطفل علي الهاتف فغدا سيكبر ولن تتمكني من إحكام السيطرة وقتها كما أنك تسيطرين علي ما يشاهدوه لكن لا تسيطري علي الاضرار الصحية التي تاتي من كثره الجلوس علي تلك الهواتف

فتقول أخت ولكن أمر ترك الهواتف للأولاد قد أصبح من متطلبات العصر فإن استطعت منعهم في الصغر لن يحدث هذا في الكبر فهم يحتاجون اليه في أمور عدة 

أقول لك مادام الامر في يدك فالواجب عليكي حماية أطفالك والحفاظ علي صحتهم وتحصينهم فتكن فترة الطفوله فترة محافظة علي صحتهم فهي أهم وأخطر فطرة في بناء شخصيتهم وضبط أخلاقهم فلتعملي فيها جاهدة علي تحصينهم وتعليمهم وقتها عندما يحتاج الطفل الي الهاتف سيعلم كيف يمتلك هاتفا ولا يجعل الهاتف يمتلكه كل هذا يتم في فترة الإعداد 

وسنذكر أيضا في هذا المقال طرق تقليل جلوس الاولاد الاكبر سنا علي الهواتف ولكن سنذكر أولا كيف أمنع طفلي من هذا السارق (الهاتف)

يكون أمر منع الاطفال من الهاتف أقل صعوبة من فعله كلما كبر الطفل فكلما كان الطفل حديث السن يسهل تعديل سلوكه 

  • فالطريقة الايسر لجعل الطفل يترك الجلوس أمام الهاتف هي الا نجعل الطفل يري الهاتف ونشغل الطفل باللعب والمرح ومشاركة  الأم في الاعمال المنزليه فالاطفال يحبون كثيرا الاكتشاف والمشاركة كما ان مشاركة طفلك معك في أعمال المنزل حتي ولو أفسد ما تصلحين فهذا ينمي لديه القدرات الذهنيه ومهارات التواصل والمشاركه وحتي إن كان الامر مجهدا في بدايته بعض الشئ فهم فلذة أكبادك ويستحقون بذل الجهد والوقت 

  • وفي حال إضطررتي الي إعطاء طفلك الهاتف فلا تفعلي الانترنت وإجعلي الهاتف مملا لطفلك ولا يحوي أية ألعاب أو جديد ليشاهده وهو وحده سيتركه مرة علي مره لن يطلبه 

  • نأتي للاولاد في مرحلة المراهقه كما نعلم ان سحب الهاتف في تلك الفترة غير ممكن لانه أصبح من ضروريات الحياه بالنسبه لهم ولكن حتي نأخذ خيره ونحمي أنفسنا من شره الكثير علي الأم المربيه الحكيمه أن تنشئ أولادها علي مراقبة الله تعالي والخوف منه قبل الخوف من المخلوقين كما أنك إن كان عليكي أن تتركي سكين مثلا في يد ولدك عليكي أولا أن تعلميه كيف يستخدمها حتي لا يجرح نفسه هكذا إن كان ولا بد من إعطاء الهاتف للأولاد فليعلموا كيف يستخدمونه بالشكل الصحيح وأن نحصنهم بالعلم في حال تعرضوا لفتن فيه كما سبق وذكرنا في مقال (الابناء والإلحاد)

  • والأم الواعيه تعلم كيف تستثمر في عمر أطفالها وتعلمهم أن المسلم ليس لديه وقت فراغ ليضيعه علي الهواتف أو غيرها فهم يعلمون حديث نبينا الكريم :"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "ويعلمون قول الله تعالي :"فإذا فرغت فانصب وإلي ربك فارغب " فالولد والبنت اللذان يحفظا القران  ويمارسا الرياضه ويطلبان علم العقيدة فهو اهم واعظم العلوم كما يطلبون العلم في وقت الدراسه ويساعدون والديهم ويقضون وقتا مخصصا للعائله وصلة الارحام ووقت للمرح وممارسة هوايات خاصه فهل سيجدون وقتا ليضيعوه علي هواتف تفسد صحتهم وتسرق أعمارهم 

  • فلتحرص الام الواعيه علي أن تملأ وقت اولادها بالمفيد "فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصيه "


تعليقات