الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
نبدأ بعون الله سلسلة مقالات بعنوان (علمتني ) سنذكر فيها مواقف من سيرة أمهات المؤمنين والصحابيات وكيف نستفيد منها في حياتنا ونقتدي بهن ما يجعل بيوتنا تسير علي نور من هدي الصالحات واخلاقهم
ونبدأ باذن الله بالتقية النقيه حب النبي الاول وزوجته الاولي وأم أولاده ورفيقة دربه من بشرها الله ببيت في الجنه من قصب لا نصب فيه ولا وصب وسنده في طريق دعوته "خديجة بنت خويلد"رضي الله عنها وأرضاها وسنكتفي بذكر قليل من كثير فنسرد عدة مواقف من حياتها رضي الله عنها لنتعلم منها ما يرشدنا في حياتنا وينير دربنا بعون الله وتوفيقه
ولنبدأ بالسيدة خديجه قبل الاسلام وقبل زواجها بالنبي الكريم كما ورد في السيره أنها لما سمعت بأخلاق النبي وصدقه وأمانته عند قيامه بأمر تجارتها تمنت أن يكون لها زوجا وأعجبت بخلقه لنا في هذا الحدث عدة دروس مهمه وهي :
- أن السيدة خديجه لم تكن تشارك النبي صلي الله عليه وسلم في العمل في تجارتها وإنما سمعت من أخلاقه وأمانته وصدقه في التجارة من غلامها ميسره (كان هذا قبل الاسلام )وقبل وجود قواعد الاسلام في أمر الاختلاط بين الرجال والنساء ولكنها كانت من فطرة العرب الذين قال عنهم النبي صلي الله عليه وسلم "خيارهم في الجاهلية خيارهم في إلاسلام إذا فقهوا "تلك هي أخلاق الحره تحفظ نفسها عن كل ما يأخذ من كرامتها وكبريائها فمع كونها كانت لها تجاره كبيره لكن لم يرد في السيره نزولها للسوق أو مشاركتها الرجال في أمر التجاره وإنما كانت ترسل من يعمل لها في تجارتها كما كان منهم سيد الخلق صلي الله عليه وسلم
- لو نظرنا الي إعجاب أمنا خديجة بالنبي صلي الله عليه وسلم نجد أن السبب الرئيسي في إعجابها به كان ما سمعته عنه من غلامها ميسره من صدقه وأمانته لم تقل حسن حديثه أو ماله او نسبه وإنما جذبها خلقه ذاك هو المعيار الاول في الاختيار الصحيح
- نجد ايضا أنه عندما أعجبت الحرة الطاهرة بأخلاق النبي الكريم ومع أنها كانت قبل الاسلام لكنها الفطرة النقيه والنسب الطاهر لم تلجأ الي أن تقابله أو تتقرب منه أو تحدثه أو تنشئ معه أي علاقه سواء كانت علاقة عمل وهو بالفعل يعمل في مالها أو غيرها من الحجج والطرق غير السليمه للتقرب منه وإنما طلبت الزواج والحلال والطريق السليم الذي يحبه الله ويرضاه بكل عفة وعزة وحسن خلق
ثم تتوالي الاحداث وتتزوج أمنا خديجه من نبي الله وبينما كان زوجها رسول الله يتعبد في غار حراء ونزل عليه الوحي فما كان منه إلا أن قال صلوات ربي وسلامه عليه "لقد كنت خائفا لدرجة أني أسرعت الي زوجتي "تلك الكلمات وحدها كافية لندرك كيف كانت خديجة لزوجها ورفيقها صلوات ربي وسلامه عليه كانت تكيد له في وجه الدنيا كانت الملاذ من خوف الدنيا والسكينة من فزعها وقد كانت رضي الله عنها عند حسن ظنه فما كان منها إلا أن هدأت من روعه وأمنته في فزعه وأثنت عليه بما يدخل السعادة الي قلبه تلك هي الزوجة الصالحه والسند والمعين بحق فقد كانت امنا خديجة سكن لزوجها وهي لم تسمع أيات الله تتلي بقوله تعالي :"ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها
كانت أم المؤمنين خديجه أول من ءامنت من النساء ءامنت برسول الله زوجها حين كذبه الناس وساندته حين تركه الناس فعندما حوصر رسول الله في شعب أبي طالب تركت مالها وبيتها وحياتها وكانت في ظهر زوجها تسانده وتدعمه وتشاركه همه قبل فرحه لم تتركه وحده في شده ولم تتخلي عنه في أزمه (فيا ليت النساء مثل خديجه )
ختاما نذكر بشكل مختصر ما تعلمناه من قليل من كثير من وقفات في حياة أمنا خديجة رضي الله عنها
- علمتني خديجة أن أغلي ما تملكه الطاهرة الحرة النقيه هو حياؤها وعفتها وكرامتها
- علمتني خديجة ان أحفظ نفسي من مخالطة الرجال فهو أطهر للقلب وأحفظ للنفس فإن اضطررت الي ذالك فلنحفظ الحدود وتقل الحديث ونتجنب المزاح والخضوع بالقول
- علمتني خديجة أن الزوجة الصالحة هي التي تساند زوجها وتكن له السكينة من هم الدنيا وتقلباتها
- علمتني خديجة ان الصالحة هي التي تشارك زوجها ألمه وتتألم له وتسانده وتعينه علي حاله وتحتسب ما تقوم به لله ولكسب مرضاته سبحانه
- علمتني جديجة أن حسن الخلق من اقرب أبواب الجنه وصدق نبينا الكريم إذ يقول :"إن المرء ليبلغ بحسن خلقه منزلة الصائم القائم " فاللهم ارضي عن أمنا خديجه وأجمعنا بها في مستقر رحمتك اللهم ءامين
👍
ردحذف