القائمة الرئيسية

الصفحات

تعلمت من سودة

 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

نكمل في سلسلة علمتني والتي نتعلم فيها من أمهات المؤمنين والصحابيات ما ينير لنا الدرب في حياتنا فهم خير القرون الذين اختصهم الله بصحبة خير الخلق أجمعين

وحديثنا اليوم عن زوجة من أزواج النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أم من أمهات المؤمنين وهي السيدة (سوده بنت زمعه) رضي الله عنها وأرضاها

بعد وفاة السيدة خديجه بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها أشار بعض الصحابة علي رسول الله أن يتزوج بأمرأة حتي تربي أولاد النبي صلي الله عليه وسلم وترعاهم بعد وفاة أمهم فأشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة سوده وقد كانت كبيرة في السن أرملة لا تملك نصيبا كبيرا من الجمال الشكلي ولكنها كانت تملك الكثير من الحكمة ونقاء القلب والذكاء

وبالفعل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة سوده وقد كانت خير أم لأولاد السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاة أمهم فقد قامت علي رعايتهم وتربيتهم علي أحسن ما يكون 

والسيدة سودة كانت تعلم بأنها لا تملك النصيب من جمال الشكل كما أنها كانت كبيرة في السن ولكن لم يحملها هذا الأمر علي السخط علي تقدير الله بأن خلقها قليلة الجمال الظاهري ولم يجعلها هذا تفقد الثقة في نفسها وإنما تلك الزوجة الحكيمة تعلم أن الله عدل وأن لكل إنسان ما يجعله مميزا فحرصت علي أن تمتلك ميزة تكون بها ا محبوبة مقربة من قلب زوجها  ومع أن السيدة سودة كانت طباعها جافة بعض الشيء فقد غيرت من نفسها وأصبحت تتمتع بحس دعابة وأصبحت خير مؤنسة لزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وتحرص دائما علي أن يراها فيضحك وإن كان مهموما يأتي إليها فيزول همه

قالت عائشة رضي الله عنها: دخلتُ على سودة بنت زمعة فجلستُ ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئتُ بها فقلت: كُلِي. فقالت: ما أنا بذائقتها. فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخَنَّ منها بوجهك. فقالت: ما أنا بذائقتها. فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها، فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها، فتناولتْ منها شيئًا لتمسح به وجهي، فجعل رسول الله يخفض عنها رُكْبته وهو يضحك لتستقيد مني، فأخذت شيئًا فمسحت به وجهي ورسول الله يضح

فقد كانت السيدة سودة تحرص كل الحرص علي التصرف بعفوية وبحس دعابة ومرح حتي تدخل السرور علي قلب زوجها حيث أنها كانت تقول أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأنس فقد كانت خير مؤنسة لزوجها وخير معين له علي أعباء الرساله 

وعندما كبرت في السن أكثر وكان النبي صلوات ربي وسلامه عليه قد تزوج بالسيدة عائشه فوهبت ليلتها للسيدة عائشه عن طيب خاطر لما تري في حالها من كبر سنها وأنها أصبحت غير قادرة علي إيفاء زوجها حقه فحرصت أن تعوضه بجانب المؤانسة والمحبه وطيب المعشر

وفي فضائلها نذكر أن :"بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.

تعلمت من أم المؤمنين سودة رضي الله عنها 

  • أن الله سبحانه وتعالي يقسم الأرزاق وهوالعادل سبحانه ولكل إنسان ما يجعله مميزا 

  • الجمال لا يعني الإكتمال والكمال لله وحده 

  • علي الزوجة الذكية أن تكتشف نقاط قوتها وما يجعلها مقربة من قلب زوجها 

  • لا يفرك مؤمن مؤمنه إذا كره منها خلق رضي بآخر كما أخبرنا نبينا صلي الله عليه وسلم 

  • أفضل العبادات إدخال السرورو علي قلب مؤمن وهي صفة تقرب قلب الزوج وتملكين بها قلبه 

  • فضل الصدقة وعظم أجرها فلم تكن للسيدة سودة الذكر الأكثر في السنة بين نساء النبي صلي الله عليه وسلم ومع ذالك فهي من أول النساء لحاقا به صلي الله عليه وسلم لطول يدها في الصدقه 


تعليقات