بسم الله
تقول ابنة لنا في رسالتها :
انا طالبة جامعيه في الثانية والعشرين من العمر تعرفت على زميل لي في الجامعه وقد أعجبت به وقد صرح لي هو
بحبه ووعدني بأن يتقدم لخطبتي وقد حدث بالفعل وتقدم للزواج بي ولكن أهلي يرفضونه وعندما سألتهم عن سبب رفضهم أخبرني والدي أنه لا يناسبني ولا يليق بنا وعندما سأل والدي هذا الشاب إن كان يصلي أخبره أنه مقصر قليلا بسبب العمل ولكنه يحاول ان يحافظ عليها وقد وعدته بأن أساعده علي المحافظة علي صلاته وهو يتقبل النصح مني لكن والدي رفضه وأنا أحبه ولا أستطيع العيش من دونه ولا أعلم ماذا أفعل ولقد وعدته أني لن أكون لغيره وقد أخبرت أمي بأني لن أتزوج بغيره وطلبت منها أن تساعدني ليوافق أبي عليه ولكن أبي يرفضه بشكل تام نصيحتكم ماذا أفعل
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
ابنتنا العزيزة :نسأل الله أن يحفظك بحفظه ويلهمك السكينه والسداد وجميع بنات المسلمين اللهم اامين
نجمع لكي إجابة لسؤالك في عدة نصائح نسأل الله أن يجعلها لكي خير دليل ومعين على أمرك اللهم اامين
- رزقك لن يأخذه غيرك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"..لن تموت نفس حتي تستوفي رزقها.." فلتعلمي ابنتي أن ما كان لك لن يأخذه غيرك وما كان لغيرك لن تناليه مهما فعلتي واعلمي ان الله سبحانه حكيم مدبر للأمر فإن كان هذا الرجل هو نصيبك الذي قدره الله لكي فسيكون لكي وسيجعل الله بعد العسر فيه يسرا ولكن ما لم يقدره الله لكي لن تناليه مهما فعلتي ولن ينفعك السخط او ارتكاب المعصية بعقوق لوالديكي ولن يجعل لكي هذا نصيبا فيما لم يقدر لكي فكل ما عليكي أيها المسلمة المؤمنة هو تسليم الأمر لصاحب الأمر وأن تقولي (اللهم أقدر لي الخير حيث كان وارضني به) ولتعلمي بنيتي ان
- ما عند الله لا ينال بمعصيته
ان الطاعة وحدها هي التي تجلب الرزق والدعاء والتضرع لله وحده هو الذي يغير القدر يقول الله تعالى :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان" فسلاح المؤمنة العفيفة هو الدعاء يحد شفرته بالليل ليجني أثره بالنهار فحل مشكلتك ليس بعصيان أمر والدك أو التمرد وإنما بالدعاء والتضرع لله
- دعوت الله ولم يوافق أبي
أعلمي ابنتي أن إجابة الدعاء لها عدة صور كما أخبرنا نبينا صلوات ربي وسلامه عليه :"ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدي ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الأخره وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها "
والله تعالي يقول في كتابه العزيز :"وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "فالله تعالي وحده هو عالم الغيب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فاعلمي بنيتي أن تقدير الله لكي كله خير ولعل إجابة دعوتك كما تريدين قد تكون فيها مهلكة لكي وسببا لتعاستك في الدنيا والاخره فالله يعلم وأنتم لا تعلمون لهذا شرع الله لنا الإستخارة في الأمر كله لأننا بشر لا نعلم ما تخفيه الصدور ولا نعلم إن كان ما نريده سيكون سببا في إسعادنا أم شقاؤنا لذا فنحن نطلب من الله العون وأن يقدر لنا الخير كيف كان ويرضينا به وتذكري قول نبيك صلوات ربي وسلامه عليه :"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"فأرضي بما قدره الله لكي يرضي قلبك ويسعد قلبك
- تخيروا لنطفكم
يقول رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه :"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس "ويقول صلوات ربي وسلامه عليه :"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه "فجعل نبينا الكريم أهم شروط قبول الزوج أن يكون من أصل طيب وأن يكون علي خلق ودين وأنتي تقولين بنيتي أن والدك يقول أنه غير مناسب لكي وخير محافظ علي صلاته فما هو بعد التقصير في أول ركن بعد الشهادة سيكون أعظم بكثير وأعلمي بنيتي أن المسلم الصادق هو الذي يصلي رغبة في رضي ربه وخوفا من عقابه ليس من أجل بشر فنصيحتي لكي بنيتي اطيعي أمر والدك فهو أعلم بما ينفعك وأحرص منك علي سعادتك واستعيني بربك وأسأليه أن يرضي قلبك بطاعتك لوالدك والنزول علي أمره
- البداية خاطئه
إعلمي بنيتي أن دينك أعزك وأكرمك ورفع قدرك ومن يخالف أمر دينه هو من يهين نفسه فالله أمرك بأن تحفظي نفسك من مخالطة الرجال التي تؤذي قلبك وتوقعك في الحب المحرم الذي يكون ممن لا يناسبك ولن يحفظك أو يخاف الله فيكي ولن يجلب لقلبك سوي الألم والحسرة قال الله تعالي :"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "وقال تعالي ":"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهم .."فتوبي إلي الله من هذا الحب الذي لم يبدأ بالحلال الطيب وإنما بني علي الإختلاط والمواعدة في الخفاء فالصالحة تغلق باب قلبها بغض بصرها وتجنب مخالطة الرجال إلا لحاجة وعند الحاجة لا خضوع بالقول ولا إطلا ق للبصر ولا حديث لغير حاجه حتي يأتي للبيت من يعز المقام ويطلب الحلال الطيب وتذكري قول الرسول الكريم :"ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله .."
وختاما تسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبدلك خيرا وأن يرضي قلبك ويتوب عليكي ويرزقك الزوج الصالح وجميع بنات المسلمين اللهم اامين
تعليقات
إرسال تعليق