يبتلي المرء علي قدر دينه :"كل همه يلقن ولده الشهادة" أطفال الزلزال"

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 

كما يعلم الجميع فقد شاهدنا حدثا مروعا وهو الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا ومن البعض من سماه بأنه إحدي
علامات القيامه ومنهم من وصفه بأنه غضب من الله والله وحده يعلم وله الحكمة البالغة في هذا الحدث سبحانه وتعالى ولكن لا شك أن ما حدث هو أية من أيات الله في الكون وقد رأينا من الأيات في هذا الزلزال العجب العجاب من قوة في الدين وتسليم لرب العالمين وصبر وإحتساب لكثير ممن يعانون من هذا المصاب وبداية نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرحم موتاهم ويكتبهم من الشهداء ويشفي مصابهم ويضمد جراحهم ويلهمهم الصبر والسلوان ويأوي شريدهم ويلطف بهم بفضله ورحمته سبحانه

ولقد شاهدنا من الأيات من صمود إخواننا المصابين بهذا المصاب العظيم وصبرهم وثباتهم وحرصهم علي التمسك بدينهم والصبر على مصابهم ما تشيب منه الرؤس وتبكي منه العيون 

فنحن نري مشهدا لأب يري قرة عينه وفلذة كبده طفله معلق في منزله ولا يستطيع والده الوصول إليه والمتوقع أن نري الرجل يصرخ أو الطفل يبكي أو والده يستغيث بمن حوله أو يعاني ولكننا لم نجد سوي صبر وتسليم لأمر الله وثبات عند المصاب تعجز الكلمات عن وصفه

وجدنا الرجل يحرص كل الحرص علي تلقين طفله الشهادة والطفل لا يبكي أو يصرخ أو يستنجد بأبيه وإنما يردد الشهادة خلف والده بصبر وتسليم لأقدار الله وإيمان يرسل لنا أروع الدروس والعبر 

يحرص الأب كل الحرص علي تلقين طفله الشهادة وطفله يحرص علي ترديدها ثبات لا مثيل له وصبر وإحتساب لا يكفي الكلام للحديث معه وصدق نبينا صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال :"إذا وقعت الفتن فالإيمان في الشام" 

وفي لقطة أخري نري طفلة لا تتجاوز العشر سنوات بعد خروجها من تحت الأنقاض بعد عدة أيام قضتها تحت الركام وهي تقول أنها حزينة لكونها لم تتمكن من الصلاة وقد قرأت وردها من القران وصلت فروضها تحت الركام ولكنها بسبب حالتها الصحية لم تتمكن من الصلاة طوال اليوم 

كيف هي تربية تلك الطفله التي يبكيها ترك صلاتها في هذا السن وفي حدث كهذا 

لعل تلك الأيات يرسلها لنا ربنا لنعتبر ونعيد ترتيب أنفسنا وحالنا وتربيتنا لأطفالنا ونتعلم من هؤلاء الصادقين معني التربية الصالحة بحق وكيف نربي اطفال تربي من حولها بأخلاقها ودينها وثباتها 

والله نسأله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه ويحفظ المصابين ويلطف بهم بلطفه ويغفر لنا تفصيرنا ويردنا إليه ردا جميلا اللهم اامين