القائمة الرئيسية

الصفحات

تربية الأطفال (أطفال الزلزال)

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

كما يعلم الجميع فإننا جميعا نتابع حدثا مروعا أصاب إخواننا في سوريا وتركيا ونتألم لألمهم وندعوا الله أن يخفف عنهم ويرحم موتاهم ويشفي مرضاهم ويلطف بهم برحمته وفضله فالأمة كالجسد الواحد إذا أشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي كما أخبرنا نبينا صلوات ربي وسلامه عليه 

ولكن نجد في هذا الحدث العظيم من الأيات والعبر ما تقر به الأعين من قوة في الدين وثبات على الحق وتسليم لأمر الله

ومن أشد ما شاهدناه وأعظمه في نفس الوقت مواقف لأطفال لم يجري عليهم التكليف ولم يبلغوا الحلم ولكنهم يتجاوزا في قوة دينهم وعلمهم عن عقيدتهم وإيمانهم بخالقهم وبرحمته وحكمته وتدبيره ما تقر به الأعين وتعجز عنه الألسنه ويعجز القلم عن وصفه بكلام فسبحان الله أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين الذي رزقهم بهذا القدر من الصبر والرضي والتسليم مع هذا القدر من البلاء 

فنجد طفل لم يتجاوز العشر سنوات من العمر يتحدث كما يتحدث الرجل الفقيه وقد فقد هذا الطفل من أهله وأخواته الكثيرين وكيف يتكلم بأنه شاكر لربه لأنهم مؤمنين بالله وقد ذهبوا إلي الجنه وهذا تقدير الله وكله خير ولو لم يكونوا مؤمنين لكانوا ذهبوا إلي النار والعياذ بالله هذا قول طفل لم يبلغ الحلم 

ونجد غيره يرتجف من البرد وهو مقيم في العراء عندما يسأله مذيع أحد القنوات الجو يزداد بردا فكيف تتصرفون في هذا الوضع وانت ترتجف منذ الأن فيرد الطفل بكلمة فيها من التسليم لله ما يبكي القلوب قبل العيون يقول له الطفل "الله بدبر" لم يعترض الطفل أو يبكي أو يشكو وإنما يعلم أن له ربا يدبر الأمر سبحانه وتعالى ليس له غير الله يكشف الضر ويجيب المضطر

عن كمية العزة مع شدة الألم في رد هذا الطفل وكم اليقين بالله والصبر على قضائه والتسليم لأمره


ونحن نجد اليوم شباب في عمر الزهور تجاوزوا العشرين ربيعا يتقلبون في النعم ليل نهار وعندما يتعرضون لبعض المحن التي لا يمكن ابدا مقارتنها مع ما يعيشه هؤلاء المساكين نجد الشاب او الفتاة إن فشل أحدهم في علاقة عاطفية أو خسر في عمل أو واجه مشكلة في حياته يختار أن يتخلص من حياته وينتحر ويقنط من رحمة ربه فما السبب وراء هذا الفارق الشاسع بين إيمان أطفال الزلزال وغيرهم من الشباب المسلم؟

إنها التربية والغرس الذي يغرسه الوالدين في قلب ونفس الطفل منذ الصغر فتربية الأطفال علي تعظيم الله وشعائره في القلوب والتسليم لأمره والرضي بقضائه وتربية الأطفال علي أن الدنيا دار بلاء وليست دار جزاء وفي الأخرة جنة عرضها السموات والأرض لمن صبر وشكر ورضي وءامن بالله ربه ورب كل شيء ومليكه 

أما تربية الأطفال علي الترف المفرط وأن كل ما يطلبونه يجدونه وأن الدنيا فقط للتنعم والترف أو إهمال أمر التربية بكامله وتركه لمربية قد تكون علي غير دين الطفل أصلا وإنشغال الام بالبحث عن ذاتها خارج إطار بيتها وأطفالها وإنشغال الأب بدوامة الحياة وإهمال الزرع الذي كما سقيه صغيرا سيجني منه كبيرا 

فالسعيد من وعظ بغيره فالأقدار مكتوبه والأعمار محدوده ولكن الأصعب من الموت الموت إنما هو الموت علي  غير طاعة الله ودين الإسلام فمن مات على دين الله صابر محتسبا فقد فاز ونجي ومن مات معترضا علي أقدار الله جاهلا بدينه وعقيدته فقد خسر الدنيا والآخرة ذالك هو الخسران المبين

فلنبذل من أوقاتنا في التعلم عن الطرق السليمة لتربية الاطفال تربية إسلامية صحيحة وبذل الوقت والجهد في هذا فما أعظم من أن يخرج الله من صلبك من يوحد الله ويؤمن بقضائه ويصبر علي بلائه ويشكر لنعمائه 

والله نسأله أن يعيننا ويغفر تقصيرنا ويصلحنا ويصلح ذرياتنا اللهم اامين ويلهم المصابين بهذا الزلزال الصبر والسلوان ويرحم موتاهم ويكتبهم من الشهداء اللهم اامين

تعليقات