القائمة الرئيسية

الصفحات

خدعوني فقالوا أن عملك هو أمانك الحقيقي لا في بيت أو زوج

 بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله

نكمل بعون الله في سلسلة خدعوني فقالوا والتي نكشف فيها الحجاب عن ما يتم دسه كالسم في العسل في عقول البنات والأمهات والزوجات من أجل هدم الأسرة وتفككها وهتك ستر المسلمة وجعلها مباحة للجميع ونزولها عن مكانتها التي رفعها إليها دينها ويكون هذا عن طريق سرد قصص واقعية بعنوان خدعوني فقالوا ..

واليوم قصتنا ترويها امرأة في نهاية العقد الخامس من عمرها وتقول فيها :

كنت فتاة علي قدر من الذكاء والجمال وقد تربيت في أسرة تؤمن بحقوق المرأة التي تعلمناها من أناس لا نعلم هل فعلا يبحثون عن حقوقنا أم يخفون أمورا أخري وراء هذا الحرص علي حقوقنا وقد كنت فتاة مجتهدة في طلب العلم والتحقت بالجامعة وتخرجت منها وعزمت علي تحقيق أمنيات عن طريق العمل وإمتلاك مهنة وتحقيق ذاتي وبالفعل بمجرد أن أنهيت التعليم الجامعي بدأت بالبحث عن عمل يناسبني وأستطيع معه تحقيق ذاتي وإثبات نفسي في المجتمع وكلما تقدم لي شخص كنت أرفض الفكرة من البداية حتي لا يشغلني أمر الزواج والخطبة عن تحقيق هدفي بالحصول علي عمل مناسب وإثبات نفسي وقد عانيت كثيرا وتحرضت لأنواع من الأذي النفسي والبدني حتي تمكنت من الحصول علي عمل وإثبات نفسي فيه 

وعندما أتممت عامي السادس والعشرين تقدم لي شاب متعلم ومتدين وأصر والدي علي أن أقابله وعندما جاء وجلست معه شعرت بإرتياح وكيف أنه شاب محترم ومتعلم ومثقف ولكن في نهاية حديثنا أخبرني أنه يريد زوجة تربي أولاده وتكون سندا وشريكا له في الحياة وطلب مني ترك عملي وأنه لن يجعلني في حاجة إلي هذا العمل 

فكان ردي: بأن عملي هو أماني كما خدعوني وعلموني بأن أمان المرأة في العمل وتحقيق الذات في حصولها علي عملها ومالها  الخاص 

فرد قائلا :أنا سأعطيكي ما تحتاجينه من مال فأنتي ستكونين زوجتي ومن حقك علي أن أنفق عليكي وبهذا أحفظك من عناء العمل حتي لبيتك وزوجك 

فقلت له :عملي ليس للكسب المادي فقط بل لتحقيق ذاتي وإثبات نفسي

فرد قائلا :وعندما نعمل معا أغلب اليوم خارج البيت من سيهتم بأمور البيت ومن سيربي الأولاد ألا يمكن للمرأة تحقيق ذاتها في أن تكون سكنا لزوجها وأما ومربية عظيمة لأولادها أليس من الإنجاز أن تكون سببا في عون زوجها علي متاعب الحياة والإهتمام بأسرتها وجعلها أسرة ناجحة سعيدة أليس هذا بإنجاز أم أن الإنجاز وحده يحدث عندما تخرج المرأة تزاحم الرجال وتتعرض لأنواع من الأذي النفسي والجسدي وتترك بيتها وأولادها للغرباء 

فرددت عليه :لست مهتمة بكل هذا ولن أترك عملي  ويمكنني تحقيق النجاح في كلا الجانبين 

فقال لي :فإن حدث تقصير في حقوقي وحقوق بيتك هل تتركين عملك

فقلت  :لا لن أترك عملي بعد ما تعبت لإثبات  نفسي وبدأت في تحقيق ذاتي 

فذهب ولم يعد

ومرت الأيام والشهور والسنين وأنا أكبر في مجال عملي وأنتقل من تقدم إلي تقدم ومن نجاح إلي نجاح وأنا أكبر في العمل وجدت نفسي قد كبرت في السن وتقدم بي العمر وقد توفي والداي وتزوجت أخواتي الأصغر سنا وأصبح لهن بيوتا وأطفال 

ووجدت نفسي بعد كل هذا الركض والعمل وجني المال وحيدة لا زوج ولا طفل ولا حياة حققت النجاح في العمل ولكني لم أجد الأمان لم أجني سوي المال والوحدة والتعب خدعوني فقالوا أن النجاح في العمل وتحقيق الذات ولكني عندما أجد أخواتي ومعهم أولادهم يضحكون ويتحدثون ويلعبون أشعر بالوحدة والخوف والألم وليس بالأمان 

وها أنا قد جاوزت الخمسين من عمري وحيدة أعمل وأجمع المال لأجل لا شيء تعبت من الركض ومن العمل ولم أجد من يري هذا العمل أو يثني عليه أو يستقبلني بكلمة أمي أو زوجتي حتي أنسي معها هم وعناء اليوم 

وأدركت أخيرا وبعد مضي الوقت أنهم خدعوني يوم قالو الأمان في البحث عن الذات في النزول إلي العمل والعناء في سبيل البحث عن المال وأدركت أن نجاح المرأة الحقيقي يكون في مهمتها التي خلقها الله من أجلها في بناء بيت تحيطه السكينه والمودة وأن تكون عونا لزوجها أما صالحة لأبنائها حتي إن كانت محتاجة إلي العمل فليكن العمل بعد البيت والأسرة فتلك هي الأولوية والنجاح الحقيقي 

وختاما نقول : خلق الله الرجل والمرأة حتي يتكاملوا لا ليتنافسوا وجعل للمرأة عملها الذي يناسب فطرتها وتكوينها وجعلها بإتقان ما خلقت له سببا في نجاة الأمة وسعادة الأسرة التي هي ركيزة المجتمعوعماد الأمة 

رضي الله عن كل مسلمة حافظت علي بيتها وأسرتها وقدمت لأجل سلامة ونجاح مجتمعها الصغير ومشروعها العظيم منتظرة للجزاء من أكرم الأكرمين وحفظ الله بنات المسلمين من الطامعين المفسدين اللهم اامين

تعليقات