القائمة الرئيسية

الصفحات

عرض المشاكل الشخصية علي وسائل التواصل للنقاش العام يحل المشكلة أم يعقدها؟

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

لقد انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الشكوي عبر وسائل التواصل بشكل كبير أصبح الكثيرون إلا من رحم ربي يشكون من مشاكل متعددة في حياتهم حتى أننا أصبحنا نري أن أغلب الجلسات بين الرفاق والأصحاب لا تخلو من الشكوى والأنين والعجيب في الأمر أنك تجد عندما تشكو لصديق أو رفيق أو حتي تضع المشكلة لعرضها على وسائل التواصل تجد الكثيرون يجتهدون في التفوق في الشكوي والأنين علي صاحب المشكلة وكيف أنهم أسوأ منه حالا أو تجد حلول اكثر ضررا من المشكلة نفسها وتتحول النصيحة إلي مفسدة بسبب سؤال من لا يعلم ولا يملك القدرة الكافية للنصح والتوجيه فتزداد الامور سوءوالله المستعان 

والسؤال هنا :هل بتلك الشكوى المستمرة تحل المشاكل او تنفرج الكربات ام أن تلك الشكوى لا تزيد الأمر إلا سوء والمشاكل إلا حيرة وتعقيدا؟ 

والسؤال الأخر: وإن كانت تلك الطريقة للتعبير عن المشكلة لا تساهم بشكل فعال في حلها هل من طريقة مثالية لحل المشاكل والتنفيس عن ما في الصدور من هم وضيق بشكل مريح ويساهم أيضا في حل المشكلة؟ 

نقول والله المستعان :

أرسل الله الأنبياء والمرسلين رحمة للناس وحجة عليهم ولنا في رسولنا القدوة الحسنه وقد أخبرنا ربنا في كتابه العزيز أن قصص الأنبياء السابقين ذكرها الله لنا في كتابه العزيز حتي نأخذ منها العبرة كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف :"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" وعندما نقرأ عن قصة نبي الله يعقوب والد نبي الله يوسف عليهما السلام ونجد كم الهم والحزن والألم الذي كان يعيشه أخبرنا ربنا سبحانه عن طريقة مواجهته للإبتلاء والهم بقوله تعالي علي لسان نبيه يعقوب :"إنما أشكو بثي وحزني إلي الله "تلك هي الطريقة المثالية لمواجهة إبتلاءات الحياة وبداية طريق النجاة منها (إنما أشكو بثي وحزني إلي الله) أخذ نبي الله يعقوب بجميع سبل مواجهة البلاء فقد صبر وشكي وبكي ودعا لله وتضرع إليه ولم يترك سبيلا ماديا من الأسباب الدنيوية كما أمره ربه بالأخذ بالأسباب ولكن بقلب منيب إلي الله موقن أنه (لا ملجأ من الله إلا إليه) يعلم يقينا أن الأمر كله بيد الله وهو وحده الذي يجيب المضطر ويكشف الضر بيده الخلق والأمر سبحانه وتعالى 

قد يقول قائل :أنا بعرض شكوي لي علي وسائل التواصل أقوم بالأخذ بالأسباب فأنا أطلب النصيحة فما الخطأ في هذا؟ 

نقول إن من أكثر إسباب تعقيد المشكلة وليس حلها هو وضعها في أيدي مجهولة فالقلوب مختلفه لا يعلم ما بداخلها إلا الله وعندما تعرضين الشكوى علي العام تواجهين كما كبيرا من النصائح التي قد تضر أكثر مما تنفع فالحل لكل من يعاني من مشكلة او يشكو هما :

بداية علينا أن نعلم جميعا أن الله قد أودع في كل قلب ما أهمه وإن كان صدرك بالهم ضيق فصدر غيرك به أضيق وقد تشكو من شخص وتذكره بسوء بسبب غضب أو ألم ثم تهدأ النفوس وعندها يبدأ الندم والخوف بسبب الإفصاح عن ما في نفسك وذكر غيرك بسوء فالله يغفر ويستر والناس تتذكر وتفضح إلا من رحم ربي 

فلك رب قادر قاهر يجيب المضطر ويكشف الضر ويزيل الهم ويفرج الكرب ويبدل الغم ويسعد القلب يسمع أنين الصدور وما تخفيه القلوب سبحانه وتعالي فالحل والبشري لكل من ضاق صدره بهم كن مع الله والجأ إليه وتوكل عليه وأطرح هموم قلبك علي سجادتك وأبشر بكل خير 

إن كان همك بسبب مشكلة تحتاج إلي نصيحة فليكن طلب النصح من أهله كما أمرنا ربنا بقوله تعالي :"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فلا عيب أبدا في طلب النصح والمشورة من أهل العلم والأمانة والثقه مما نعتقد فيهم الأمانة والصلاح وحسن التدبير 

وختاما نذكر بقول الله تعالى :"إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا" فما ضاقت إلا وفرجت وما تبع عسر إلا يسرين ويذهب الألم ويبقي الأجر يبقي أجر الصبر والرضي والدعاء والتضرع بين يدي الله فقد قال ربنا في كتابه العزيز :"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "

والله نسأله أن يرفع الهم والغم والكرب عن كل مبتلي اللهم اامين 


تعليقات