أية وحكاية (بشري لكل مريض يتألم )

 بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله 

أية وحكاية (بشري لكل مريض يتألم )

نكمل في سلسلة مقالات أية وحكاية والتي نذكر فيها قصصا حقيقية حدثت لأشخاص وكيف كان للقرأن عظيم الأثر في قصصهم وحياتهم وكيف تبدلت مع القرأن أحوالهم وسهل الله بالقرأن صعابهم وشفي بالقرأن مرضاهم وحقق الله بفضل القرأن أمانيهم 

واليوم نذكر  قصة حدثت لأم يرويها ولدها عنها ويقول فيها :

أنا شاب عمري ثلاثون عاما شاب وحيد لأب وأم هم كل ما أملك في هذه الحياة فقد تربيت في بيت في بلد غير بلد أمي وأبي فلم يكن لدينا في هذه البلدة سوي القليل من المعارف وقد كانت أمي هي صديقتي وأختي وأمي فقد بذلت كل ما في وسعها لتعوضني عن كوني ليس لدي إخوة وكنت بطبعي إنطوائي بعض الشيء فلم يكن لدي الكثير من الأصدقاء  وقد كان والدي منشغلا في عمله أغلب وقته فكانت والدتي تأخذني في صغري إلي شيخ ليحفظني القرأن وقد كان يبعد عن منزلنا مسافة كبيرة فكانت تذهب بي إلي المسجد وتجلس أمام المسجد  حتي  أقرأ علي شيخي ثم تأخذني إلي البيت وعندما كنت في الثالثة عشرة من عمري أصبت بحمي شديدة نقلت علي إثرها إلي المستشفي وقد كانت تلك المستشفي تمنع وجود مرافق مع المريض وقد كنا في منتصف فصل الشتاء فقضت أمي ليلتها في حمام المستشفي حتي الفجر حتي لا تفارقني قد يقول أحد من يقرأ كلامي تلك هي الأم وتلك هي الفطرة التي فطرت عليها من خوفها علي أبنائها وحرصها عليهم فأقول لكم لا أنكر هذا ولكن أمي كانت مختلفة كانت مثالية في كل شيء أما مثالية وزوجة مثالية وصديقة وفية وما ذكرته لكم هو قليل من كثير جدا مما قدمته لي أمي وأردت بهذا أن أعرفكم علي أمي ولكم أن تعلموا بعد ما ذكرته وهو قليل من كثير مكانتها في قلبي وقد أكرمني الله وتخرجت من الجامعه  ولكن في إحدي الأيام كانت أمي تستعد للذهاب  في رحلة لبيت الله الحرام فقد نوت الذهاب للعمرة بعد حضور حفل تخرجي  مباشرة مع العلم أن أمي قد إعتمرت وحجت أكثر من مرة بفضل الله  وبينما كانت تستعد للذهاب إذ بها تدخل في وعكة صحية لا نعلم سببها فتنقل بعدها إلي المستشفي ويتم عمل فحوصات وإذ بالصدمة..

يخرج الطبيب ليقول لنا أن والدتي التي لم تشكو يوما من أي ألم في جانبها أو ما شابه أن إحدي كليتيها توقفت عن العمل كما أن مستوي السكر لديها مرتفع جدا وقد تحتاج إما إلي غسيل كلوي أو عملية زرع نزلت كلمات الطبيب علي قلبي كالصاعقه فأمي هي كل ما لدي في هذه الحياة هي وأبي سندي بعد الله لم أستطع أن أفكر أو أتصرف فقد كنت في الثالثة والعشرين من عمري في ذالك الوقت وكان والدي مسافرا في عمله فطلبت من الطبيب أن يقوم بعمل الفحوصات اللازمة لي  بأسرع وقت وأني سأتبرع لأمي بكليتي وبعد عمل الفحوصات لي ولأمي أخبروني بأن وضع والدتي غير مستقر تماما ولن  يتمكنوا من  القيام بالجراحة في تلك الحالة فلم أجد غير باب الله أذهب إليه كما علمتني أمي أني إن كان لي حاجة أذهب إلي الوقوف أمام ربي بالصلاة وأطلبها كما كان رسولي إذا حزبه أمر صلوات ربي وسلامه عليه فزع إلي الصلاة  وقد كان وقت صلاة العشاء فذهبت إلي أقرب مسجد من المستشفي للصلاة عندها بدأ الإمام صلاته بالفاتحة  ثم تلا قول الله تعالي  :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.."فانهارت من البكاء وسقطت علي الأرض أبكي وأقول أنا المضطر ياالله أنزل لطفك بي وبأمي ياالله إشفي أمي يا شافي يا أرحم الرحماء ياالله ثم لملمت نفسي بعد أن هدأت وأنهيت صلاتي وذهبت إلي المستشفي وأستأذنت الطبيب في الدخول لأمي فرفض لكونها في غرفة الرعاية المركزة فشددت عليه في الطلب ووعدته ألا أطيل أو أتعبها وقرأت عليها أيات الشفاء التي كانت دائما ترقيني بها عندما أكون مريضا فوضعت يدي علي بطنها وقرأت المعوذات وأية الكرسي والفاتحة وأدعية الرقية والشفاء وسلمت أمري لمن يجيب المضطر إذا دعاه 

وفي اليوم التالي بدأ الأطباء يقومون بعمل فحص كامل لأمي حتي يعلموا إن كانت أمي قد أصبحت مستعدة لإجراء الجراحة أم لا وإذ بالطبيب يطلبني في مكتبه فذهبت إليه فإذ به مصفر الوجه فشعرت بأن قدمي لا تحملني فجلست وسألته عن حال أمي فقال لي لم أري مثل حالة والدتك من قبل ولا أعلم السبب فشعرت أن قلبي كاد يخرج من صدري فقال لي الطبيب عندما أجرينا الفحوصات النهائية لتجهيز والدتك لعملية الزرع وجدنا أن كلا كليتي والدتك تعملان بشكل مثالي ومستوي السكر والضعط طبيعي جدا أنا مندهش ولا أعلم ماذا حدث 

فسجدت علي الأرض أبكي لله فرحا وشكرا وأنا أردد قوله تعالي :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" إنه الله 

وأنا أكتب لكم بعد سنوات من تلك الحادثه وأمي إلي جانبي بحال جيدة تلاعب أطفالي وتعلمهم ما كانت تعلمه لأبيهم من الخير والله أسأله ألا يحرمنا منها وأن يبارك لنا في عمرها 

ووصيتي لكل مريض ضاق عليه أمره :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ""وإذا مرضت فهو يشفين"إذا أنقطعت عنك الأسباب فلك رب الأسباب حي لا يموت سبحانه وتعالي