القائمة الرئيسية

الصفحات

تجاوزت الثلاثين من العمر ويرفض والدي أن يزوجني والسبب غريب ..

 بسم الله

تجاوزت الثلاثين من العمر ويرفض والدي أن يزوجني والسبب غريب ..

تقول اخت في رسالتها:

أنا فتاة في الثالثة والثلاثين من العمر أكبر أخواتي درست في الجامعه وحاليا أعمل في إحدي الشركات علي قدر جيد من الثقافة والجمال والأخلاق بفضل الله  وقد توفت أمي عندما كنت في السنة الأخيرة في الجامعه ولي أختان اصغر مني بسنوات قليله وأخ ولد وكان والدي خير داعم لنا فبعد وفاة أمي كان يقوم بدور الاب والأم وكان يبذل كل ما في وسعه ليساعدنا علي دراستنا وقد أكرمني الله وتخرجت وأعمل منذ سنوات في شركة وقد تخرجت أختي التي هي أصغر سنا مني ونحن ميسورين ماديا ولله الحمد وقد تقدم لأختي شاب مناسب لها  وهي ما زالت تدرس فواق أبي وقد تزوجت ولله الحمد ولكني كلما تقدم لخطبتي رجل يرفض والدي حتى وإن كان مناسبا وقد تكرر الأمر كثيرا ولا يقول والدي سبب رفضه فدائما ما ينتقد من يتقدم لخطبتي ويرفضه لأسباب غير منطقيه وقد كنت أعتقد في بداية الأمر أن والدي يريدني بجانبه حتي تتزوج أختي الصغري ويطمئن عليها ولكن مرت السنوات وتقدم لأختي الصغري شخص مناسب فواق أبي علي الفور وتزوجت أختي الصغري هي ايضا وما زال والدي يرفض كل من يتقدم لخطبتي حتي جاوزت الثلاثين من العمر وعندما تحدث عمي إلي والدي وسأله عن سبب رفضه أن يزوجني وأصر أن يعرف منه السبب الرئيسي لهذا الرفض المتكرر أجابه والدي بأني الأكثر شبها بأمي وأقرب منها في الطباع وهو لا يستطيع أن يعيش بدوني سيشعر وكأنه قد فقد أمي مرتين فشبهي بها وقرب طباعي منها هو ما هون عليه فقدها فعندما علمت بهذا أشفقت علي والدي وفي نفس الأمر أشفقت علي حالي فلا أعلم ماذا أفعل فسلمت أمري لله ولزمت الدعاء بأن يجعل الله لي مخرجا ومنذ أيام تقدم لخطبتي شاب علي خلق ودين مناسب لي في السن والعلم والثقافه كما أنه يسكن في نفس بلدتنا فشعرت أن الله قد أجاب دعوتي وحلت مشكلتي فتحدث عمي إلى والدي وأخبره أن هذا الشاب يريد الزواج مني وسأكون قريبة من والدي ويمكنني الإطمئنان عليه بشكل يومي وأن المشكلة قد حلت فإذ بالمفاجاءه إذ بوالدي يرفض هذا الشاب أيضا عندما علمت بهذا شعرت بالقهر والظلم الشديد أشعر أن والدي قد ظلمني ولم أعد أتحمل كل هذا الألم عندما اري أخواتي الأصغر مني وزميلاتي وصديقاتي جميعهم قد أصبح لهم بيوت وأطفال وأنا يرزقني الله الفرصة لأعيش ولأكون زوجة وأم ووالدي يرفض كل هذا ويحكم علي بالتعاسة والوحدة أشعر بالحزن والغضب الشديد من والدي ولكني أخاف الله من ذنب العقوق به أشعر بالألم والقهر والحيرة فماذا أفعل؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

أختنا الفاضلة نشكرك علي مراسلتنا والله نسأله أن يسعد قلبك عاجلا غير آجل ويرزقك زوجا صالحا وجميع بنات المسلمين اللهم امين

إن الله تعالي قد خلق هذا الكون بنظام حكيم وقدر  مقادير كل شيء سبحانه وتعالى فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز :"وخلق كل شيء فقدره تقديرا" وقد جعل سبحانه في هذا الكون سننا لا تتبدل وزرع في داخلنا فطرة معها يعمر الكون وتستمر الحياة فجعل في فطرة كل فتاة الميل إلي أن تكون زوجة وأم وزرع الشهوة في النفوس وجعل لها سبيلا حلالا سليما نقيا إلي وضعها وهو إطار الزواج الحلال  وجعل عليها أجرا أيضا فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه :"وفي بضع أحدكم صدقه فقال أصحاب رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر فقال صلى الله عليه وسلم :" أرأيتم لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر فقالوا  نعم فقال صلى الله عليه وسلم :"فإن وضعها في الحلال كان له بها أجر" وذالك حتي تنشأ الاسر وتتكون المجتمعات ويعمر الكون وسنة الحياة أنه عندما يكبر الأولاد يشقون طريقهم في الحياة منشئين حياة خاصة بهم فوالدتك رحمها الله كانت بنتا لأب وأم يحبونها ويحبون قربها ولكن كان عليها أن تنفصل عنهم لتنشئ بيتها وحياتها حتي يعمر الكون تلك هي سنة الحياة ولا يحق أبدا لأحد أن يعترض علي هذا الأمر أو يمنعه لأن بهذا الفعل تفسد البيوت ولا تسير الحياة بشكل سليم

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على المسارعة إلي الزواج عند القدرة عليه كما قال صلى الله عليه وسلم :"يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج.." وقال صلوات ربي وسلامه عليه :"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.." فالفاء تفيد التعقيب أي المسارعة إلى التحصين والعفاف والإستقرار وبناء البيت الصالح

لذا فلن ننكر أن ما يقوم به والدك هو ظلم لكي وحرمان لكي من حقك في بناء بيتك وإنشاء حياتك ولكن يمكنك إيجاد حل بعون الله فيمكنك القيام بعدة أمور من شأنها أن تلين قلب والدك وتغير رأيه وهي ما يلي :

  • عليكي أن تتحدثي إلي عمك وإخوتك وكل من يمكنهم الحديث إلي والدك إن منعك الحياء من مصارحته برغبتك في الزواج مع أنه حقك ولكن فلتجعلي كل من يمكنه الحديث إلى والدك أن يتحدث إليه ويذكره بالله ويذكره بأن ما يقوم به هو ظلم لإبنته ويخبره بأنه عندما تجد  ابنتك نفسها وحيدة بلا زوج أو بيت أو طفل لن تغفر لك ولن تسامحك وستتعذب بسببها برؤيتها حزينة محطمه في حياتك وسيعاقبك الله علي ظلمها بعد موتك
  • ولكن قد يكون ما يقوم به أمر خارج عن إرادته بسبب خوفه من الوحدة وهذا الأمر قد يحتاج منه الذهاب إلى طبيب لا حرج ابدا في هذا فقد يساعده الطبيب بشكل كبير وبطرق وحلول عمليه بأن يتغلب علي هذا الخوف وقد يعطيه علاج إن لزم الأمر
  • كما أنه يجب علي أخيكي وأخواتك أن يساندوكي في هذا الأمر فليتحدثوا إلي والدك ويشعروه بأنهم حوله ولن يتركوه وأنه لن يكون وحيدا إن تزوجتي ولكن سيكون سعيدا عندما يري ابنته سعيده ويسعد بذريتها وهم سيكونون جميعا إلي جانبه دوما
  • وعليكي ألا تبرحي باب ربك والدعاء والتضرع إليه فسبحانه الذي رزقك بهذا الرجل المناسب لكي هو القادر علي أن يلين قلب أبيكي  ويهديه لكي ويتم لكي أمرك

والله نسأله أن يسعد قلبك ويرزقك بالزوح الصالح عاجلا غير آجل وجميع بنات المسلمين اللهم اامين 

تعليقات