بسم الله
طلب أن يساعدني في الدعوة إلى الله فجرني لطريق الشيطان فماذا أفعل؟
تقول ابنتنا في رسالتها :
أنا فتاة في الحادية والعشرين من العمر أدرس في الجامعه ومتفوقة منذ صغري وتربيت في بيت ملتزم ودائما ما حرص كلا من أبي وأمي علي تربيتنا علي طاعة الله وحب الله ورسوله والدعوة إلى الله بأخلاقنا وتعاملنا وأنا بطبعي شخصية إجتماعية فكنت أحرص علي توظيف تلك الصفة في دعوة زميلاتي إلي الحجاب والمحافظة على الصلاة وغيرها ودائما ما كنت أرى الفرحة والفخر في عيون أبي وأمي عندما أخبرهم أني كنت سببا بفضل الله في مساعدة زميلاتي علي المحافظة على الصلاة أو غيرها من أبواب الطاعات والخير وعندما بدأت الدراسة الجامعية قمت بعمل مجموعة تفاعلية وجمعت بها صديقاتي ممن تعرفت عليهم في الجامعة وغيرهم بهدف أن نعين بعضنا البعض علي الطاعة وأعمال الخير ومساعدة المحتاجين علي قدر إستطاعتنا وذات يوم جاءتني رسالة من شخص يقول أنه قريب لإحدي الفتيات المشتركات في المجموعه ويشكر ني لأني كنت سببا في تغيرها إلى الأفضل وأخبرني أنه يريد مساعدتي في أفكار لكوني داعية لأنه يساعد والده الداعية علي إعداد سلسة حلقات لمشاكل الشباب والفتيات ويريد مني أن أخبره بالمشاكل التي قد تواجه الفتيات في طريق الدعوة الي الله والعودة الي طريق الحق واقسم لي أنه إبن الداعية الفولاني ولا يريد سوي أن أكون سببا في الخير وأرسل لي رابط صفحته لأتاكد من هويته وبالفعل دخلت عليها ورأيت له صورا مع هذا الداعية وصفحته كلها دعوية ترددت في بداية الأمر ولم أجب عليه فأرسل لي بعدها رسالة إن كنت لا أريد التواصل معه بشكل مباشر فيمكن عمل جروب ويدخل فيه أخته ويتم التواصل حتي لا تكون هناك خلوة فوافقت علي هذا وبدأت أشاركه الأفكار وتعرفت علي أخته وأصبحت تتحدث معي يوميا وتسأل عن حالي وتتعرف علي أكثر وكانت فتاة مرحة طيبه وبدأت تحدثني عن أخيها وأنه دائما ما يذكرني لوالده بالخير ويدعو لي بالخير وذات يوم طلبت مني أخته أن تقابلني وأخبرتني أنها ستذهب مع أخيها الي حضور ندوة وتتمني أن تقابلني فأخبرتها أني لا أستطيع الذهاب لأي مكان خارج الجامعه بدون إخبار أهلي فقالت لا بأس يمكن ان نتقابل أمام الجامعه فأنا أتمني أن أراكي وبالفعل اتفقنا وقابلتها وكانت برفقة أخيها وشعرت عندما قابلته بأن ضربات قلبي تتسارع وكلامي يتلعثم وما هي إلا دقائق حتي سلمت عليها وذهبت ولكن صورة هذا الشاب لم تفارق عيني وكلامه لي حيث قال أنه يدعو لي بالخير دائما فأصبحت لا أركز في مذاكرتي ودعوتي وبدأت افكر فيه باستمرار وذات يوم بعد إسبوع من تلك المقابلة وردتني منه رسالة علي الخاص يدعو لي ويسأل الله لي التوفيق فرددت عليه بدعاء له وبدأ يراسلني علي الخاص كلما أراد أن يسأل عن أمر في الدعوة ويقول أنه يعد برنامجا خاصا بالبنات ويتمني أن أشاركه تقديمه ويقول أني خير من يمثل الفتاة القدوة الصالحة وتوالت الرسائل والمحادثات وأصبحت مغرمة به وقد اعترف لي بحبه من أول يوم عرفني فيه وطلب مني أن أحدثه فيديو فهو يريد أن يراني وأنا أحدثه فتحدثت إليه وطلب مني أن يأتي لوالدي ليطلب يدي فكنت حينها أسعد فتاة ثم انقطع اتصاله فترة فجن جنوني وقد طلبته ولم يرد علي لا أعلم ماذا حدث واين اختفى وإذ به بعد إسبوع من إختفتائه وعشرات المحاولات في إتصالاتي عليه رد علي وصوته لا يكاد يظهر واخبرني أنه حدثت له حادثه وقد كان في غيبوبة طوال هذا الإسبوع وبمجرد أن إستطاع الحديث رد علي فانهارت من البكاء وطلبت منه أن يعطيني عنوان المستشفى الذي هو فيها فأنا أريد أن اراه فأعطاني عنوان لمستشفى وقال أن اخته ستقابلني امام المستشفى وبالفعل ذهبت كالمجنونه ولم أخبر أحدا من أهلي وتواصلت مع أخته وأخذتني وأخبرتني أنه قام بعمل جراحه بسيطه في عيادة طبيب خاص وأخذتني إليه وعندما رأيته كان نائما في سرير وعندما راني جلس فطلبت منه أن يرتاح وبدأت ابكي من خوفي عليه وقلقي وإذ به يمسح دمعي ويخبرني أنه أصبح بخير عندما رأني وفجأة رأيته يحاول التقرب مني ولمس جسمي ففزعت وابتعدت عنه عندها أعتذر لي وأخبرني أنه لم يقصد شئ ولكنه فقط كان خائفا من أن يموت ولا يراني ثانية فحاولت الذهاب وأخبرته أني سأتي في الغد لأطمئن عليه بعد الجامعة لأن أخي ينتظرني في الخارج فتغير وجهه وقال هل جاء اخوكي معك فقلت له نعم فقد أخبرته بكل شئ بيننا وقرر أن يساعدنا حتي يقبل والدي زواجنا بإذن الله فتغير وجهه فاستأذنته وذهبت كي يستريح وخرجت مسرعة من غرفته اركض ناحية الباب تتسارع دقات قلبي تكاد تخرج من صدري فلم يكن اخي بالخارج او ما شابه ولكني شعرت بالإنقباض عندما حاول لمسي وشعرت أن هيئته ليس بشخص مصاب إصابة شديدة في حادث فهداني الله لتلك الفكرة حتي خرجت من الغرفة وبالفعل بمجرد أن خرجت من الغرفة أسرعت وركبت تاكسي وأسرعت إلي البيت فقد كان قلبي يكاد أن يخرج من صدري وحمدت الله الذي نجاني وبالفعل حتي أنهي هذا الألم والشك سألت عن الدكتور صاحب هذه العيادة لأعلم منه حال هذا الشاب وهل فعلا أجري إليه عملية أم لا وعندما ذهبت في اليوم التالي قابلت حارس المبني وسألته عن صاحب العيادة الموجودة في الدور الخامس في هذا المبني وقد كانت الصاعقه ..
أخبرني حارس البني أن الدور الخامس ليس فيه عيادات وإنما هي شقق يسكنها طلاب جامعه وأغلبهم في إجازة نصف العام تلك الفترة وعندما سألته عن إسم العيادة لعلي أكون أخطات في تذكر رقم الدور أخبرني أنه لا توجد في المبني بكامله عيادة بهذا الإسم
نزلت كلمات الرجل علي قلبي كالصاعقه وشعرت أن الأرض تدور بي وذهبت إلي بيتي لا أعلم هل أبكي علي حالي وما وصلت له أم علي ذنبي أم أشكر الله الذي أنقذني فالله وحده الذي تولاني برحمته وأنقذني من هذا الهلاك وأتخيل ماذا كان سيحصل لي إن لم يلهمني الله بتلك الفكرة وأستطيع الخروج من هذا المكان وكيف سيكون حال أبي وأمي لو حدث لي مكروه من هذا الشيطان في صورة ملاك
أشعر بالقهر والخوف والرعب والخجل من نفسي ومن ربي والخوف مما قد يفعله بي هذا الشيطان وإن كان قد سجل لي محادثاتي معه وإعترافي له بحبي لا أعلم كيف أتصرف أشعر بالخوف والحيرة والألم الشديد نصيحتكم وأعتذر عن الإطاله
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
بداية إبنتنا نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظك بحفظه ويسترك بستره وجميع بنات المسلمين اللهم امين
عليكي أن تسجدي لله شاكرة أن أنقذك الله وسترك بستره وهذا إن دل فإنما يدل علي خير في قلبك نحسبكي والله حسيبك ولكن لا يمنع هذا أبدا من تذكيرك بأنك قد أخطأتي خطأ كبيرا وبقولنا هذا لا نقصد بهذا أن نزيد من ألمك ولكن من باب أنه (من خوفك حتي تلقي الأمن خير ممن أمنك حتي تلقي المخافه ) ولكن بداية قبل أن نذكرك بخطأئك ونحذر أخواتك من الوقوع في مثل ما وقعتي نذكر لكي أولا ما عليكي القيام به قبل كل شيء
- أولا عليكي بالتوبة النصوحة إلي الله والإستغفار وعدم العودة إلي هذا الذنب من الحديث مع هذا الشاب عديم الأمانه أو مع ما يقول أنها أخته وهي غالبا ليست كذالك كما هو واضح
- عليكي أن تغلقي كل الطرق التي توصلك إلي محادثة هذا الشخص فلتحجبيه من كل وسائل التواصل لديكي حتي لا تتركي بابا إلي الشيطان يصل لكي منه
- لا تستمعي إلي أي تهديد فعلي أسوأ الإحتمالات إن وصل إليكي وهددك بتلك المحادثات فلا تخافي أو تخضعي لأي إبتزاز من هذا الشيطان فأي ما كان سيطلبه منكي مقابل تلك المحادثات سيكون أسوأ بكثيير وسيجعلك تخسرين نفسك وكرامتك وعفتك فلا تجعلي له طريقة للوصول إليكي أبدا فأن يعلم أهلك بمحادثات( والله نسأله ألا يعلموا ) يمكنك معها توضيح الأمر كاملا من البداية فقد يسامحوا خيرا من أن يعلموا ما هو أسوأ بكثير وعندها لا مجال للمسامحة إلا قليلا
- إلزمي الدعاء فالله سبحانه الذي حفظك من مكر هذا الشيطان يقينا في كرمه سيكمل فضله وستره فالزمي باب ربك ولا تبرحي
وختاما نقول لكي ولكل فتاة صالحة : لا يفتن الملتزمة سوي الملتزم فمن يريد إيقاع الملتزمة في الخطأ سيدخل لها من باب الإلتزام فهو يعلم أن الملتزمة لن تقبل بغير الملتزم فهؤلاء الشباب (شياطين الإنس ) أصبحوا يتفننون في كيفية هتك ستر الفتاة والنيل منها فلا تفتحي باب للفتنه
كان من بداية الأمر يمكنك أن تجعلي أخيكي هو من يتواصل معه أو تتواصلي فقط مع أخته مباشرة والأفضل من هذا هو الإعراض عن هذا الأمر من البداية فما دام له أخت حالها كحال كل فتاة كان يمكنه أن يستعين بها ويطلب منها هي التواصل مع الفتيات هذا إن كان رجلا بحق يخاف علي أعراض الناس فنقول لكل بناتنا قال الله تعالي لأطهر خلق الله في خير القرون :"وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " فما بالكم بحالنا اليوم وزماننا هذا فلتغلقي باب الفتنة ولا تفتحي باب للشيطان ولا تسمحي بفتح باب الإختلاط فلا خير فيه
تعليقات
إرسال تعليق