بسم الله
تقول أختنا في رسالتها :
زوجي يطلبني في أوقات لا تناسبني وعندما أرفض يخاصمني فماذا أفعل؟
متزوجه منذ سبع سنوات ولدي طفلان أكبرهم ست سنوات والثاني عامان ونصف وقد كنت في السنة الأولى من الزواج كحال أغلب البنات متفرغة لزوجي وكان القيام علي شؤنه هو أول إهتماماتي وبسبب أني عيش مع زوجي في بيت منفصل يبعد عن أهلي وأهل زوجي لذا فمسؤلية تربية أطفالي والقيام علي رعايتهم والإهتمام بهم أغلبها مطلوبة مني وأنا أحرص علي ملئ وقت أطفالي ورعايتهم بكل طاقتي وذالك لأن زوجي يقضي أغلب يومه في العمل وبطبيعة هذا الوضع فإن أطفالي يقضون معظم الوقت معي لذا فهم متعلقين بي بشكل كبير ولا يتمكنوا من القيام بأي عمل بدون مساعدتي فلا يأكلون حتي أطعمهم بنفسي ولا ينامون حتي أخذهم في حضني وأنيمهم وهكذا في أغلب شؤنهم وأنا أبذل كل ما في وسعي حتي أوازن بين بيتي وأطفالي وزوجي فأحرص علي أن يعود زوجي إلي البيت يجده نظيفا وأولادي بأفضل حال ويجد طعاما طيبا حتي أني أمنع نفسي من بعض الرفاهيات وأوفر المال لزوجي ولأطفالي ولكن بعد كل هذا تنشأ الخلافات بيني وبين زوجي وأصبحت تزداد وتتكرر وذالك بسبب أن زوجي يطلبني في أوقات لا تناسبني فقد يكون أولادي مستيقظين أو أكون غير مستعدة من الناحية الجسدية او النفسية فأطلب منه أن ينتظر بعض الوقت أو أمتنع بشكل غير مباشر فأجده يغضب مني كثيرا ويخاصمني لعدة أيام وأصبح لا يتحدث معي كثيرا وتغيرت معاملته أشعر بالظلم فأنا أشعر أني لم أقصر في حقه وأنه عليه أن يعذرني ويتحمل ظروفي فهل أنا مخطئة في حقه أم أنه هو المخطئ أشعر بالحيرة ولا أعلم ماذا أفعل؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
نشكر لكي أختنا الفاضله مراسلتنا ونجيب عليكي بعون الله بمساعدة متخصص في العلاقات الزوجية والله نسأل أن يلهمنا السداد في القول والعمل وينفعك بهذا الجواب وكل من في مثل حالتك اللهم اامين
بداية أختنا الفاضلة عليكي أن تعلمي أن عظم ما تقومين به لا يخفي علي كبير او صغير فبما أن الأجر يكون علي قدر المشقه فلعظم ما تقومين به جعل الله أجرك عليه سبحانه علي قدر مشقتك وقد جعلك ربك السكن والسكينه في الدنيا كما أخبرنا ربنا بقوله تعالي :"ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها" والأحاديث في فضل الزوجة الصالحة وعظيم أجرها كثيرة منها قوله صلوات ربي وسلامه عليه:"أيما أمرأة صلت خمسها وحفظت نفسها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي أبواب الجنة شئت" فلتنتظري الجزاء من رب كريم يقول في كتابه العزيز :" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره"
ولكن نأتي إلي نقطة أن زوجك لا يقدر ما تقومين به عليكي أن تعلمي أمرين هامين وهما :
أن أمر حمايتك لأطفالك والقيام علي شؤنهم وحفاظك علي بيتك وزوجك هو ما يجب أن تقوم به الزوجة الصالحة التي تطلب الرضوان من رب الأرض والسماء فهي تستصغر ما تقوم به مقارنة بعظم الأجر وهو جنة عرضها السموات والأرض فيها نعيم يدوم وراحة لا تنقطع وسعادة لا يعقبها ألم ولقاء لا يعقبه فراق لذا أختي عليكي أن تجددي النية وتحرصي علي رضي الله أولا يرضيكي ويرضي عنكي قلب زوجك
نأتي إلي نقطة مهمة جدا
عليكي أن تعلمي أختي أن طبيعة الرجل تختلف عن المرأة ولكل رجل ما يغنيه من زوجته فهمناك رجل تغنيه أكلة طيبه ورجل يغنيه بيت نظيف وأطفال مرتبين ورجل يغنيه صديقة تفهمه وتتحدث معه ورجل يغنيه طفلة تجعله ييتسم ويمرح لكل رجل مدخله وعلي كل زوجة عاقلة حكيمة أن تعلم ما الذي يحتاجه زوجها وما هي أولوياته وهناك فرق بين الإحتياجات والأولويات فقد يحتاج الرجل إلي طعام جيد وبيت نظيف وأطفال مرتبين ولكن أولوياته تكون مثلا العلاقه الخاصة فعندما تحرصين علي تلبية إحتياجاته وتهملين أولوياته تخسرينه في الوقت الذي تعتقدين فيه أنك لم تقصري في حقه
وقد تم عمل دراسة علي مجموعة من الرجال والنساء فوجد أن عقل المرأة عندما يتم تقسيمه إلي عشرة أقسام فإن أمر العلاقة الخاصة يشغل جزءا واحدا من عقلها في حين أن الرجل يشغل أمر العلاقة الخاصة سبعة أقسام من عشرة في عقله لذا فهذا الأمر يعد من الضروريات النفسية والبدنيه لأغلب الرجال وهو أمر فطري وليست رفاهية بالنسبة له لذا فرفض هذا من الزوجة يشكل مشكلة كبيرة للرجل لذا قال الذي لا ينطق عن الهوي صلوات ربي وسلامه عليه :" إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح، متفق عليه.
كما أن رفض الزوجة لزوجها غير أنه يؤلمه جسيديا فهو يشعره أنه غير مرغوب من زوجته
وأكثر ما يحتاجه الرجل من زوجته هو أن تشعره زوجته بالتقدير والإشتياق وعندما لا يجد الزوج هذا التقدير من زوجته يكون هذا مدخل كبير للشيطان في الوقت الذي أصبحت النساء في الخارج وعلي الهواتف تقول للرجال هيت لك وتتزين وتتبرج وتتجهز لإغراء الرجل يجد من زوجته الإهمال والإعراض والتمنع فتفسد العلاقات ويموت الود بين الأزواج ويبدأ الشيطان في جر الرجل للبحث عن من تهتم به وتقبله في كل وقت وعلي اي حال
فنصيحتنا لكي أختنا الفاضلة
من خلال قولك يظهر أن زوجك من أهم متطلباته هو أمر العلاقة الخاصة وتمنعك يؤذيه ويعود هذا الأذي عليكي بشكل مباشر فلتحرصي علي ترتيب أولوياتك وإعفاف زوجك بالشكل الذي يريده وليس بالشكل الذي تحبينه فقد جعلك الله علي ثغر أن تغني زوجك عن الحرام
- فلتحرصي علي الإهتمام بعنايتك الشخصية وليكن هذا الأمر من أولوياتك حتي تكوني مهيأة في أغلب الأوقات عندما يطلبك زوجك
- عليكي أن تجعلي وقت وجود زوجك في البيت وهو قليل كما ذكرتي أن أغلب يومه يكون في العمل فليكن وقت وجوده وقت فراغ لكي ولأطفالك ويفضل أن يكون قرب وقت نوم أطفالك حتى يمكنك قضاء وقت أكثر مع زوجك
- عليكي أن تعلمي أطفالك الإعتماد علي أنفسم بالتدريج حتي يمكنهم القيام ببعض الأمور بأنفسهم مما يوفر عليكي بعض الوقت والمجهود فطفلك صاحب الست سنوات عليكي أن تعوديه علي النوم في غرفته بمفرده وأن يأكل بنفسه ويلبس ثوبه وهكذا
- عليكي من وقت لأخر أن تشعري زوجك برغبتك أنتي فيه فهو زوجك حلالك وهذا الأمر يشعره بأنه مميز ومطلوب لدي زوجته فيغنيه ويعفه هذا الأمر عن الحرام
- إحرصي علي طلب العون من الله وأكثري من ذكر الله والدعاء إليه أن يجمع بينك وبين زوجك في خير ويهديكي له ويعينك علي عفته وإسعاده ويبعد عنكم وعن بيوت المسلمين كل شر اللهم اامين
تعليقات
إرسال تعليق