القائمة الرئيسية

الصفحات

أية وحكاية (أنقذني الله من طريق الضياع ونجاني من خطوات الشيطان)

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

نكمل في سلسلة أية وحكاية والتي نذكر فيها قصصا لأشخاص كانت لأيات من كتاب الله في حياتهم عظيم الأثر وسببا في تغيير مسار حياتهم وهدايتهم وتفريج قلوبهم وسعة أرزاقهم وتحقيق أحلامهم وصدق نبينا صلوات ربي وسلامه عليه حيث يقول :"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي"

وقصة اليوم تحكيها فتاة عشرينية تقول فيها :

أنا فتاة في الخامسة والعشرين من العمر ولدت في بيت كنت فيه أصغر أخواتي وكان الفرق بين أمي كبيرا لذا فقد كانت أختي التي تكبرني بخمس سنوات هي بمثابة أمي وصديقتي وسري وكل شيء وكانت دائما تعلمني في صغري كل شيء وكانت تحرص على أن تعلمني الصلاة والقران وكل شيء طيب ونافع ولكن بعد أن تزوجت تركت في نفسي وقلبي فراغا كبيرا فأصبحت أشعر بالوحدة الرهيبه وكنت بطبعي خجولة ولست إجتماعية علي الإطلاق فكانت صدقاتي في المرحلة الجامعية محدودة وسطحية لذا قررت البحث عن عمل حتي أشغل وقتي بعض الشيء وبالفعل بمساعدة أحد أقربائنا  حصلت علي عمل في إحدي الشركات وعندما ذهبت وجدت أن العمل في غرفة بها ثلاثة موظفين أنا وأمرأة في نهايات الأربعين وشاب يكبرني بسنوات قليلة وقد  كنت أتعامل في حدود العمل فأنا بطبعي لا أحب الإختلاط ولست إجتماعية أبدا ولكني لاحظت بعد فترة من العمل ثلاثة أشهر تقريبا أن هذا الشاب زميلي في المكتب يحاول التحدث معي بسبب وبغير سبب فكنت أجيب علي قدر السؤال ولكني شعرت بإهتمامه ولم يسبق لي أن جربت هذا الإحساس من قبل وخاصة اني كنت أعاني بسبب زواج اختي وصديقتي الوحيدة من فراغ عاطفي كبير وقد كان إهتمامه ومحاولة قربه في وقت كنت في أشد الحاجة إليه ولكن في قلبي دائما غصه وأشعر بتأنيب الضمير عندما أبادله الحديث او الضحك علي كلام يقوله أو ما شابه ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا الشعور بالذنب يقل تدريجيا وأصبحت معتادة علي رؤيته كل يوم حتي أعترف لي بحبه وانه يريد ان يتقدم لخطبتي كنت وقتها سعيدة بشكل غير طبيعي فتلك اول مرة اجرب فيها هذا الإهتمام والحب وأصبحنا نتحدث بسبب وبدون سبب علي الهاتف يوميا ولكن مازال داخلي يؤلمني وأشعر أني اقوم بعمل خاطئ فعندما يرن هاتفي كان قلبي يرتعد خوفا من أن يكون هو ويري هاتفي أحد إخوتي لذا قلت له ما في نفسي ووعدني أن يتقدم لخطبتي في اسرع وقت وذات يوم كانت زميلتنا الثالثة في المكتب في إجازه وكنت يومها مريضة بعض الشيء ولكني ذهبت للعمل فقط كي أراه وعندما جلست ذهب واحضر لنا سندوتشات للأفطار أحضر لي حبة دواء للبرد وكوب من الشاي وجلس إلي جانبي حتي نتناول الإفطار ولكنه فجأة وجدته يضع يده علي جبهتي فعندما فزعت أخبرني أنه يتحسس حرارتي فابتعدت عنه وأخبرته أني بخير وجلسنا نكمل الإفطار ولكنه لم يتوقف فقد أمسكني من يدي بقوة وأخبرني أنه يحبني وأني لا يجب أن أخاف منه بعد اليوم فخلصت يدي منه بصعوبه ودقات قلبي تكاد تخرج من صدري ولكن اكرمني الله أن جاء أحد الزملاء من مكتب مجاور إلي مكتبنا ما جعله يذهب الي مكتبه ولكني شعرت بالصدمة من تصرفاته وانا التي لم أصافح في حياتي أحدا غير محارمي لعلمي أن هذا لا يرضى الله وقد علمتني اختي أنه لا يحل لأحد أن يلمسني لأني غالية شعرت بألم وتأنيب شديدين وبأني متعبة جدا فاستأذنت وذهبت بحجة أني مريضه وأحتاج إلي الراحه وطوال الطريق أشعر أني تائهه هل أنا مخطئه والأمر لا يستدعي كل هذا القلق وتأنيب الضمير أم أنه هو المخطئ في تصرفه وبينما أنا في تلك المعاناة والتوهان إذ بي أقترب من منزلنا الذي كان يقف أمامه بائع أيس كريم كان يمر دائما ومعه مسجل قرآن يشغله بصوت مرتفع وتلك عادته منذ أن كنا صغار كنا نسمع صوت  فنسرع إليه لنشتري الأيس كريم وإذ بكلام الله ينزل على قلبي ويرشدني من ضياعي ويوقظني من غفلتي وإذ بقول الله تعالى :"يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" نزلت الكلمات على قلبي وكأنها تخمد نيران الحيرة في داخلي وتسكت صوت الشيطان فذهبت إلي منزلي وأسرعت إلي غرفتي وأنهرت من البكاء من الخوف والتعب والحيرة فأنا أحببته بصدق ولا أتصور حياتي بدونه ولكني لا استطيع العيش في الظلام ولم اتعود أن اقوم بفعل أخجل منه أمام نفسي أو أهلي أو أهين كبر أبي وأمي بتصرف خاطئ مني وعندها نذكرت أختي وشعرت أني في أشد الحاجة إليها فتحدثت إليها وطلبت منها أن أراها  بمفردها في اسرع وقت فأخبرتي أن أتي إليها فزوجها ليس في البيت وبالفعل ذهبت إليها وأخبرتها بكل ما حدث فكانت لي كعادتها خير صديق ومعين وهدأت من روعي وأخبرتني أن خوفي وحزني إن دل فإنما يدل علي نور في داخلي لهذا أرشدني ربي وأنار طريقي بقوله تعالي "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" وأخبرتني بما يجب علي فعله كي أحفظ نفسي وكرامتي وانه علي أن أقطع تلك الخطوات التي يقوم بها هذا الشاب لانها حقا خطوات الشيطان وأخبرتني بما يجب علي فعله وبالفعل ذهبت إلى منزلي وأنا أستغفر ربي وأدعوه أن يعينني ويقويني وألا أضعف وبالفعل بعثت إلي طلب أجازه من العمل لمدة شهر بحجة اني مريضه وقد كان قلبي حقا يؤلمني أكثر من جسدي فقلبي معلق به وفي نفس الوقت خائفة من ربي ومن معصيته وعندما حدثني في الهاتف تمالكت نفسي وطلبت منه إن أراد أن يحدثني مرة أخري فليأتي إلي بيت أهلي يطلبني ولن يكون بيننا حديث اخر قبل أن يأخذ تلك الخطوة وقد انهيت المكالمه ولم أجد منه جواب ومر الوقت وأنا أنتظر منه أن يأتي أو أن يحدثني ولكن المفاجأة أنه لم يأتي ولم يتقدم لخطبتي ومر الشهر وأنا أتألم وعلى أمل  أن يأتي وكل يوم أنتظر منه مكالمة يقول أنه قادم لخطبتي ولكن لم يحدث هذا فانكسر قلبي ولكن أختي لم تتركني وكانت معي دائما حتي أنها جعلت زوجها يسأل عن هذا الشاب بين معارفه وقد كانت الصدمة حيث علمت أنه شاب أخلاقه ليست جيدة وقد كان معروفا بين أصحابه بخبرته في إيقاع البنات في شباكه بدهائه وكلامه المعسول نزلت الكلمات على قلبي كالصاعقه وعلمت وقتها أني كنت الفريسة المنتظرة ولكن الله وحده هو الذي نجاني وعصمني برحمته وفضله

عندها  وعلمت وأيقنت أنه علي كل مسلم أن يصاحب كتاب الله فهو خير صاحب وخير دليل في ظلام هذا العالم ونصيحتي لكل مسلمه :"كوني غالية ولا تتبعي خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" 

تعليقات