القائمة الرئيسية

الصفحات

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 

أية وحكاية (نجاني الله من الغم) 

نكمل اليوم في مجموعة مقالات أية وحكاية والتي تذكر فيها قصصا حدث لأشخاص كانت لهم مع أيات الله وقفات وحكايات

واليوم تذكر قصتها أم تجاوزت  الخمسين من العمر تقول فيها :

انا أَم تجاوزت الخمسين من العمر تزوجت وأنا في التاسعة عشرة من العمر وقد رزقني الله بأربعة من الابناء أعانني الله علي تربيتهم وتعليهم وأكرمهم الله وتزوجوا ولكن بسبب ظروف الحياة قدر الله ان يعيش أولادي الاربعة بعيدا عني فمنهم من أخذ زوجته وسافر ومنهم من أراد ان يعيش في البلد التي يعمل فيها وقد كانت في محافظة غير التي أعيش فيها وفجأة وجدت نفسي وحيدة أنا وزوجي وبعد أن كان البيت لا يصمت من مشاكسات وحديث أولادي أصبح البيت صامتا وزوجي  يكبرني بخمس سنوات فكان يذهب للعمل ويعود يتناول الطعام ويذهب إلي القهوه (الكافيه) يجلس مع بعض أصحابه ويتركني وحدي وأنا كنت بطبعي لا أحب الإختلاط أو الجلوس مع الجيران ودائما ما أغلق علي بابي وانشغل بحالي ولكن بدا الصمت في المنزل والفراغ يؤلمني حتي دخلت في حالة من الإكتئاب الشديد والرغبة الدائمة في البكاء وطلبت من زوجي ان يأخذني إلي طبيب نفسي وبالفعل ذهبت وأعطاني بعض الدواء الذي جعلني أقضي أغلب اليوم نائمة لم أعد أشعر باليوم ولا أعلم فرقا بين ليل أو نهار مما جعل حالتي تزداد سوء وأشعر أني أعيش حياة صامتة تشبه الموت فما كان لي سوي باب الله باب وقررت ان أسأل أحد صديقاتي التي أحسبها علي خير وكنت ألجأ إليها عندما أحتاج دعما نفسيا ودائما ما كانت لي خير معين ولكني لا أحب أن أثقل عليها فلكل قلب ما يكفيه من مشاكل الدنيا ولكني قررت التحدث إليها لعلي أجد الراحة في كلامها وبالفعل كعادتها ذكرتني بالله وبنعمه علي وأخبرتني أن علاجي في الدعاء والتضرع إلي الله وذكرتني بأية من كتاب الله وقالت لي هل تشعرين بالهم؟ فقلت لها :نعم بالهم الشديد فقالت لي فاسمعي قول ربك سبحانه :"وذاالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم " 

فكانت كلماتها كبلسم شافي علي قلبي وخاصة عندما ذكرتني بقول الله عز وجل فبدأت الدموع تتساقط من عيني وأنا أقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ومازلت أكررها ومن يومها حرصت علي إستغلال وقتي بذكر الله والدعاء كما نصحتني صديقتي جزاها الله عني خيرا وحرصت علي قراءة سورة البقرة وترديد قوله تعالى "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم" وأنا أبكي وأردد اللهم نجني من الغم وما هي إلا أسابيع حتي تحسنت حالتي النفسيه والبدنيه كثيرا بفضل الله وأنشرح صدري وأطمأن قلبي بذكر الله وهدأت نفسي وشعرت حينها أني وجدت مؤنسي وهو ذكر الله وكتابه وبعدها بشهرين تقريبا وجدت رسالة من ولدي الأكبر أرسل لي ولوالده دعوة للسفر لعمل العمرة فسجدت باكية شاكرة لم أصدق فهل أستحق يا ربي كل هذا الكرم والعطاء وقد كتبت قصتي هذه وأنا أستعد للذهاب لبيت الله وقلبي يكاد يخرج من صدري من شوقي وسعادتي 

ونصيحتي لكل من يقرأ قصتي كونوا مع الله فهو المؤنس وهو الملاذ في كل وقت وحين ولا تنسوا في دوامة الحياة أن تخرجوا منها ولو بصديق واحد يذكركم بالله فهو جنة الدنيا وراحتها. دمتم سالمين مطمئنين 


تعليقات