القائمة الرئيسية

الصفحات

تعبت من تصرفاتها فهي تتصيد لي الأخطاء وتستنفذ طاقتي فماذا أفعل؟

 بسم الله

تعبت من تصرفاتها فهي تتصيد لي الأخطاء وتستنفذ طاقتي فماذا أفعل؟ 

تقول اخت في رسالتها

متزوجه منذ خمس سنوات في بيت عائلة وأهل زوجي أشخاص طيبين وأم زوجي قعيدة وكبيرة في السن ولم تنجب بنت فلها ولدان هما زوجي وأخو زوجي الأكبر وعندما جئت الي بيت زوجي أعتبرت أن أم زوجي هي امي وأعاملها بما يرضي الله رفقا بحالتها وهي ايضا تبادلني الكلام الطيب والدعاء وبشاشة الوجه ولكن زوجة اخو زوجي الأكبر (سلفتي) منذ أن جئت الي هذا البيت تمنيت ان تكون لي أخت كبري ولكن ما وجدته خلاف ذالك فلم أجد منها سوي تصيد الاخطاء لي والغيرة مني ومحاولة التقليل من أي شيء أقوم به كنت أتجاهل تصرفاتها ولكن بعد أن رزقني الله بابني الأول وهي لديها إثنين من البنات التوأم بدأت المشاكل بسبب الأطفال لا يمر يوم بدون مشكله وانا احاول إحتواء الأمور وأقول في نفسي هم اطفال ولا عتاب عليهم ولكن ما أجده يثير غضبي ويستنفذ طاقتي فطفلي أصغر من البنات بأكثر من ثلاث سنوات والبنات عندما يضربوه لا أجد اي رد فعل منصف من سلفتي وإن ابعدتهم عنه كي لا يسببوا له ضررا لم أجد سوي تغير وجه سلفتي وغضبها من تصرفي وتقوم بتعنيف بناتها ومنعهم من اللعب مع طفلي أشعر بأن طاقتي تستفذ وأعصابي تتلف من المشاكل التي لا تنتهي وزوجي طوال اليوم منشغل في عمله وليس لديه طاقة لتلك التفاهات التي لا تنتهي أشعر بالغضب ولا أعلم كيف أتصرف فأنا لا أحب الخصام أو إفتعال المشكلات كما أني أحتاج كلما حدث تصرف أن أوضح وجهة نظري وأن أبرر لها كل موقف لأنها دائما تسيء الظن في كل ما أقوم به وتتوقع أني أتعمد إغضابها ويشهد الله أني أتعامل بحسن نية ولا أقصد أي سوء مثالا بسيط لتوضيح تلك النقطه هو أنه عندما تأتي بناتها للعب مع طفلي وهم مثلا مصابون بالبرد أو ما شابه أمنعم من تقبيله خوفا عليه لصغر سنه وضعف مناعته أجدها تغضب وعلي أن أبذل جهدا في التبرير لها كي لا تعنف أطفالها وهم يحبون اللعب مع ابني تعبت من تصرفاتها ولا أعلم ماذا أفعل؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

أختنا الفاضله نسأل الله أن يصلح لكي حالك  وييسر أمرك ولجميع المسلمين والمسلمات اللهم اامين 

عليكي أن تعلمي أختي عدة أمور علها تخفف مما تجدينه في نفسك بإذن الله وهي :

  • أولا أن ما ذكرتيه مع الأسف ليست شكوي فردية ولكنها والله المستعان منتشرة في كثير من البيوت ولذالك بين لنا رسول الله خيرية من يتحمل معاملة غيرة حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه :"الذي يخالط الناس ويصبر علي أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر علي أذاهم" 
  • ونحن كبشر لا يمكن لأحدنا أن يعيش بمفرده فكل منا يكمل الاخر وقد سخرنا الله لبعضنا كما أخبرنا ربنا بقوله تعالي :"ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا" فكلنا نحتاج إلي بعضنا  لذا فمخالطة الناس أمر لا مفر منه والإنعزال قد يضر أكثر مما ينفع فننصحك بعدة أمور تساعدك علي التخفيف علي نفسك من هذا الإيذاء بعون الله 
  •  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الأرواح جنود مجنده فما تعارف منها إجتمع وما تفارق منها أختلف " فمن الممكن ان يكون كل هذا الخلاف ناشئ عن إختلاف الطبائع وإختلاف طريقة التفكير والتعامل فلنحسن الظن بمن حولنا  يطيب بهذا القلب  وتهدأ النفس فمادامت طبائعكم مختلفه فإلتزام أضيق الحدود في التعامل وتتجنبي أسباب الصدام معها في فترة وجودك في بيت العائلة ولتكن تلك الفترة في حدود الحاجة وبعدها تأخذين طفلك وتذهبين إلي شقتك 
  • عليكي أن تشكري الله أن إبتلائك لم يكن فيمن يهمك أمرهم سواء كان زوجك او أهل زوجك بإعتبار أن رضاهم يسعد قلب زوجك ولكن ليس عليكي أن تلقي بالا إلي رضي سلفتك من عدمه فلتعامليها بما يرضي الله ولكن إن أساءت الظن بكي فلا تحاولي مجددا تبرير ما تقومين به لها فلستي مطالبة بذالك وليس عليكي إرضاء جميع البشر ورضى الناس غاية لا تدرك فبتحرصي علي رضي الله وحده
  • وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ردُّ السلام، وعِيَادَةُ المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس».ذالك فقط هو حق سلفتك عليكي فلا تلقي بالا لما تقوم به ولا تحاولي أبدا تبرير أفعالك ما دمتي مقتنعة بانك تفعلين ما يرضى الله ويحفظ عليكي كرامتك 

  • وعليكي الا تتهاوني في حماية طفلك فإنه لا قدر الله إن حدث له مكروه لن يتألم أحد غيرك فليكن رضيعك بجانبك دائما ولا تتهاوني في حمايته من الإيذاء النفسي والجسدي بدون إفراط او تفريط أي بدون مبالغة في الحرص ووسوسة وخوف زائد أو ترك طفلك دون رعاية ومراقبة دائمة فالأطفال يتصرفون بقلة وعي وإن أصابوا طفلك بسوء لا يمكن لأحد القاء اللوم عليهم بل يلقون اللوم علي الأم التي لم ترعي طفلها 
  • إعلمي أن الخلق لم يجتمعوا علي خالقهم فلا تتوهمي بأنك بحسن خلقك ولين جانبك سيرضي عنكي الجميع فهذا أمر مستحيل الحدوث 
  • واعلمي اختنا أن معظم طاقتك مستنفذه بسبب حرصك علي أن تكوني الأفضل للجميع وحرصك علي إرضاء سلفتك والتبرير لها هو ما يهلك نفسك وطاقتك أكثر من أفعالها فلتتوقفي عن الإنتباه إلى رأي الخلق وإحرصي علي رضي الخالق وحده وتذكري قول النبي الكريم :"من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضي عنه الناس" 
  • وعليكي أن تنتبهي إلي أن خلافاتكم لا علاقة لها بالأطفال فمهما حدث بينكم فلتحسني إلي بناتها ولتعامليهم معاملة حسنة فهم أولا وأخيرا يعدوا أخوات لولدك 
  • وتذكري قول ربك سبحانه وتعالى :" إنما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب " فاحتسبي صبرك علي أذاها عند الله وإحرصي علي ملئ وقتك بالطاعات والأعمال المفيدة بحيث لا يتبقي لديكي وقت تضيعيه في التفكير والغضب من تصرفاتها فمعظم مشاكل النساء وقصص المشكلات العائلية نجد أن مصدرها البعد عن الله والفراغ فلا تتركي وقتا للشيطان وأطلبي العلم وأقرأي عن التربية علي الكتاب والسنه ورعاية بيتك وزوجك ولا تلقي بالا لمن يؤذيكي فتركيزك مع شخص يوذيكي يجعله يعتقد أنه مهم ومؤثر فيزاداد في أفعاله ولكن التجاهل هو الحل الأمثل 

والله نسأله أن يصلح لكي الحال ويبعد عنكي الشرور ويملأ وقتك بما يرضيه وجميع المسلمين والمسلمات اللهم اامين 



تعليقات