القائمة الرئيسية

الصفحات

ابني يعشق الكورة فهل هذا أمر صحي له ولمستقبله (مونديال قطر)

 بسم الله

تقول أم في رسالتها

أنا أم لأربعة أبناء أكبرهم عمره ثمانية عشرة عام وهو ملتزم في صلاته وتحصيله الدراسي جيد كما أنه يحفظ القرآن ولكنه متعلق بالكورة بشكل غير طبيعي حتي أنه قرر أن يقيم في البيت ولا يذهب لدروسه فترة كأس العالم في قطر لمتابعة جميع أحداث المونديال فكيف أقنعه بأن يوازن بين تلك الهواية وبين الأولويات ؟وجزاكم الله خيرا 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

نشكر لكي أختنا الفاضلة علي رسالتك ونسأل الله أن يحفظ أولادك وجميع أولاد المسلمين ويجعلهم صالحين مصلحين اللهم اامين 

بداية فإن الشباب في فترة المراهقه كما سبق وذكرنا في عدة مقالات سابقه  يحتاجون الي معاملة خاصه فإن أردتي منهم الطاعة في امر فليكن من خلال النقاش الهادئ العقلاني الذي يشعر الولد بأهميته وأنه هو صاحب القرار في شئونه بتبك الطريقه يسهل علي الولد تنفيذ طلبك بطيب نفس ورضي

لذا فعليكي أن تتحدثي مع ولدك وتخبريه أن يعلم عدة أمور في البدايه 

أولا هو انك لست ابدا ضده في مسألة حبه للكورة أو حرصه علي متابعة المونديال ثم تذكرين له أن فكرة إستضافة قطر لكأس العالم أمر ذكي وتمت إدارته بشكل رائع ثم تتابعي قولك بسؤال ولدك هل لو لم تكن قطر دولة قوية متقدمة هل كان من الممكن أن تكون بهذا المظهر المشرف؟ وهل لما فعلته قطر ردة فعل علي تلك الدولة فقط أم أنها اوصلت للعالم صورة عن سماحة الإسلام وتقدم العرب؟ هل لو لم تكن قطر وإدارتها ذكية ومتعلمه هل كانت ستظهر بهذا الشكل الذي شرف المسلمين في العالم؟ عندها سيجيبك ولدك 

فتقولين له هل لو لم يكن من يدير قطر أناس متعلمين ومثقفين ومجتهدين هل كانوا سيرفعون شأن دولتهم بهذا الشكل لذا فالعلم هو أهم ركيزة تقوم عليها الأمم وقد يكون الإنسان الناجح الملتزم سببا في نصرة دينه وأمته ويكن مثالا مشرفا لوطنه كل هذا إنما يكون بالعلم والحرص علي طلبه 

لذا فلا أمنعك بني من مشاهدة المونديال وممارسة رياضة الكرة ولكن عليك ترتيب أولوياتك وتعطي كل ذي حق حقه 

وتذكر قول نبيك صلوات ربي وسلامه عليه :"إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" 

ولا تهمل في حق نفسك فبعد أن تقوم بما عليك من أمور ملزم بها من طلب للعلم وقيام بالفروض التي فرضها الله عليك لا تهمل حق نفسك بأن تمارس هوايتك المحببه 

فقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم :"عن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب أحد كتاب رسول الله ﷺ قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله ما تقول؟! قلت: نكون عند رسول الله ﷺ يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله ﷺ عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ﷺ، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة

بتلك الطريقة يكون الحوار وستكون النتيجة مرضية بإذن الله 

والله نسأله أن يحفظ جميع أولاد  المسلمين اللهم امين 


تعليقات