بسم الله
تقول اخت لنا في رسالتها
انا أم للمرة الثانية ولي طفل عمره أربع سنوات أجد صعوبة في الموازنة بين رعاية طفلي الرضيع وإرضاء أخيه فطفلي الأول متعلق بي بشكل كبير ويشعر بالغيرة الشديدة من أخيه فكما تعلمون يحتاج الطفل الرضيع إلى رعاية
ووقت ومجهود أكثر ولكن طفلي الأول كلما وجدني أحمل أخيه أو أرضعه يظل يبكي ويطلب مني أن أحمله وأترك أخيه أشعر بالتوتر والقلق والضغط الشديد فلا أرغب في أن أعنف طفلي الأول ولا أعلم كيف أوازن بينهم في المعامله حتى أني لا أجد وقتا لنفسي مما يزيد من تعبي فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيرا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
بداية أختنا الفاضله نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك لكي فيما رزقك وأن يجعلهم بارين بك وقرة عين لكي وأن يجعل تعبك ومجهودك في ميزان حسناتك وجميع أمهات المؤمنين اللهم اامين
- عليكي اختي ان تعلمي في البداية أن تلك الفترة ليست هي الوضع الطبيعي بكل أم لديها أكثر من طفل وإنما هي فترة مؤقته في حياة كل أم فبعد أشهر قليله يستقر الوضع وتتمكنين من السيطرة على الأمور بإذن الله فلا تحملي نفسك اكتر من طاقتها بلوم نفسك وشعورك بالعجز في التصرف وإنما عليكي الاستعانة بالله وترتيب نفسك ويومك وهذا ما سنذكره لكي بإذن الله في هذا المقال
- ثم عليكي أن تعلمي عظيم الأجر فيما تقومين به وعظيم نعمة الله عليكي كما أخبرنا ربنا بقوله تعالي :"المال والبنون زينة الحياة الدنيا.." فاحمدي الله علي النعمه واحتسبي عظيم الاجر علي التعب والمشقه عند الكريم سبحانه فعن أبي بردة قال: شهدت ابن عمر - رضي الله عنهما - ورجل يماني يطوف بالبيت قد حمل أمه وراء ظهره، يقول: إني لها بعيرها المذلل .. إن أذعرت ركابها لم أذعر ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة»"
- ويمكنك ان تهدئي من قلقك فرعاية طفل للمرة الثانيه تكون أكثر سهولة من المرة الأولى حيث تكون الأم أصبحت لديها خبرة واسعة في التعامل مع الرضيع ورعايته
نأتي الي مشكلة غيرة طفلك الأول من أخيه الرضيع
- إن تلك الغيرة هي أمر طبيعي ولا تدعو للقلق فطبيعي أن الطفل الذي كان محور الأهتمام والدلع والدليل يشعر بالغيرة عندما يجد من يشاركه تلك المحبة والإهتمام ولكن الأم الحكيمة عليها أن تحتوي هذا الأمر حتي تمضي تلك الفترة بدون ترك أثر في نفس الطفل الأول أو تؤدي إلى التقصير في حق الطفل الثاني ويكون هذا بعدة افكار منها
- عليكي أن تجعلي طفلك الأول يشاركك في رعاية طفلك الثاني فهذا يشعره بإهتمامك به من جهة ويقربه من أخيه ويشعره أنه شخص لطيف يمكنه الاستمتاع معه وليس ندا له أخذ أمه منه فيمكنك أن تقولي لطفلك الأول ساعدني حتي نغير ملابس أخيك وساعدني كي نطعم أخيك وهكذا
- وعليكي أن تجدي لطفلك ما يشغل وقته بعض الشيء حتي تتمكني من رعايتك لطفلك الرضيع فيما لا يمكن له مشاركتك فيه فمثلا يمكنك أخذ طفلك الأول إلى الحضانه عدة ساعات في اليوم تتمكني فيها من رعاية طفلك الرضيع وإنجاز بعض مهام بيتك أو حتي تأخذين فيها وقتا لنفسك
- وعلي الأم الحكيمه الواعية أن تحرص على تنظيم وقتها وترتيب أولوياتها ووضع قوانين لبيتها تعمل بها على راحتها وسلامة أطفالها فيجب الحرص على وضع مواعيد للنوم والإهتمام بأن يتعود الطفل على النوم مبكرا فهذا له من الفائدة الكبيرة لصحته ولكي أيضا حتى يمكنك أن ترتاحي وقتا كافيا او حتى تجدين وقتا لكي مع زوجك
ولا ننسى أن نذكر الزوج بدوره في تلك الفترة فالأم في تلك الفترة تكون في حالة نفسية وجسدية غير مستقرة وتحتاج الي دعم كبير ممن حولها وأهم من تحتاج الي دعمه هو زوجها رفيق دربها وأبو أولادها فعلى الزوج الصالح أن يعين زوجته ويشاركها في رعاية أطفالها والتخفيف عنها فعندما تأخذ الأم قسطا من الراحة وتشعر بإهتمام زوجها ومشاركته لها سيجد طيب الأثر في حياته براحتها وسعادتها فأم سعيدة تعني بيتا سعيد
وختاما علي كل أم أن تطلب العون من الله وتحرص على الدعاء الدائم لنفسها ولأولادها بأن يحفظهم الله ويصلحهم ويعينها علي تربيتهم
والله نسأله أن يحفظ جميع بيوت المسلمين ويسكن أمهات المسلمين جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين اللهم اامين
تعليقات
إرسال تعليق