علمتني أم سليم (عندما تكون المرأة زوجة وأما ومربية بحق وليست مرضعة وخادمه فقط)

 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

نكمل مسيرتنا في سيرة العفيفات الطاهرات الذين ربوا رجالا قادوا العالم وأناروا البشريه بنور الحق والعدل والإسلام ونذكر اليوم مثالا رائعا للأم الصادقة مع ربها المربية العاقله الحكيمه الزوجة صاحبة التأثير من تأخذ بيد زوجها إلي الجنه إنها الصحابية (أم سليم بنت ملحان) والدة الصحابي (أنس بن مالك) رضي الله عنهم

تزوجت أم سليم من (مالك بن النضر) ورزقها الله بولدها ( أنس بن مالك) وقد كانت هي وزوجها علي الشرك حينها وعندما أضاء الله الارض بنور الإسلام اسلمت أم سليم ورفض زوجها أن يسلم فكانت تلقن ولدها الشهادتين منذ أن كان رضيعا وقد توفي زوجها مالك ابن النضر مشركا وكان ولدها أنس طفلا رضيعا فعزمت علي ألا تتزوج حتي يبلغ أنس وحتي تربيه وترعاه تربية صالحة حتي يكون لها باب الي الجنه فهي مسلمة بحق تعلم قول الرسول الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته"

وقد قال عنها ولدها أنس بن مالك رضي الله عنه :"جزي الله أمي عني خيرا لقد أحسنت ولايتي" 

وبعد أن أحسنت تربية ولدها خطبها أبو طلحه وقد كان مشركا فرفضت  تتزوجه وهو مشرك  ودعته إلي الإسلام وجعلت صداقها إسلامه وفقط فما أعظمها من مؤمنة صادقة مع الله ورسوله

وذات يوم كان لها من أبو طلحه ولد فتوفاه الله وكان أبو طلحة مسافرا فلم تخبره عندما قدم من سفره وسأل عن ولده كيف حاله قالت له قد سكن وأعدت له الطعام وتهيأت له فنال منها ما يناله الرجل من زوجته ثم قالت له أرأيت إن أعطانا أحد عارية ثم طليها فهل نغضب أن نعيدها أو نحزن فقال لها لا فقالت ولدك في ذمة الله 

أخفت المؤمنة حزنها الشديد علي فراق فلذة كبدها عن زوجها وتهيأت له وعندما أرادت أن تخبره تخيرت أفضل وأذكي الأساليب حتي تهون عليه المصاب 

• واليوم نري الزوجة تقابل زوجها العائد من عمله منهك نفسيا وبدنيا تستقبله بالصراخ علي الأولاد والشكوى من أفعالهم والتأفف من حالها ولا حول ولا قوة الا بالله فلتتعلمي من أم سليم 

• ونري اليوم أيضا الجزع والتسخط علي أقدار الله عند التعرض لأول بلاء أو إختبار من الله وإن كان أقل بكثير مما تعرضت له المؤمنة أم سليم فلتتعلمي من صبر أم سليم 

• ونري اليوم إن تعرض أحد الأولاد أو الزوجة لمكروه بسيط سرعان ما تسرع الزوجة في مكالمة زوجها في عمله وإصابته بالفزع وإن كان الأمر لا يستحق فتعلمي من أم سليم 

• ونري اليوم الفتاة لا تلتفت الي أمر الدين في شريك حياتها بقدر ما تلتفت إلي جيبه وشكله فتعلمي من أم سليم 

• ونري الأم تسعي خلف ملهيات الحياة وتترك أولادها للهواتف تربيهم علي الفساد والتفاهات فتعلمي من أم سليم

ختاما نقول لكل مسلمة عليكم بسيرة الصالحات المؤمنات فهم القدوة الحقه التي من سارت علي دربهم نالت رضي الله وسعادة الدارين فلتقرأو في سيرة الصحابيات وأمهات المؤمنين وكيف كانت بيوتهم عامرة بالرضى والإيمان وتقوى الله وكيف وجدوا طريق السعادة الحقيقة وكيف كانوا يرون الدنيا بعيون الآخرة فنالوا خيري الدنيا والآخرة لذا نوصي كل مؤمنة تخاف الله واليوم الآخر "من كان مستنا فليستن بمن سبق فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنه" عليكم بالقدوات الحقيقيات ولتجعلوا من أوقاتكم للتعلم ومطالعة حياة الطاهرات لتستمدوا منها طاقة تعينكم علي فتن الحياة الخطافه والله المستعان