القائمة الرئيسية

الصفحات

تعلمت من خولة بنت مالك (مكانة المرأة في الإسلام)

 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

نكمل الحديث في سلسلة مقالات علمتني والتي نذكر فيها نماذج مشرفة من النساء التي يجب علي كل مسلمة ان تعلم عنهن وتتخذ منهمن قدوة في حياتها حتي تنال رضي الله وسعادة الدارين وتعيش حياة يحبها الله ويرضاها 

وحديثنا اليوم عن المرأة التي ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والخوف من الله وحسن التصرف وإمتثال أمر ربها في التحكم الي الله ورسوله في خلافاتها كما أمرنا ربنا في كتابه العزيز بقوله تعالي :"فإن تنازعتم في شيء فردوه الي الله والرسول "

إنها الصحابية "خوله بنت مالك بن ثعلبه " زوجة الصحابي "أوس بن الصامت "رضي الله عنهم 

تقول خوله بنت مالك :أنها ذات يوم غضب عليها زوجها لانها راجعته في أمر وكان كبير السن فغضب منها وقال لها "أنتي علي كظهر أمي "ثم خرج من البيت ساعة وعاد يطلبها فلم تمكنه من نفسها أبدا وقالت له أنها لن تفعل حتي يحكم الله ورسوله في أمرهم "

وبالفعل ذهبت الي رسول الله تشكو له ما فعله معها زوجها وأنه قال لها :(أنتي علي كظهر أمي)وسألت الرسول الكريم إن كانت تحل لزوجها بعد ما قاله أم لا وبينما هي تشكو لرسول الله إذ ينزل الرد علي شكواها من فوق سبع سموات قرأن يتلي إلي يوم القيامه يقول رب العزة في كتابه العزيز :"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلي الله ..."

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها :"كنت أجلس في جانب الحجرة عندما كانت تشكو خولة زوجها إلي رسول الله وكان يصعب علي سماعها ورب العزة من فوق سبع سموات يسمع صوتها وشكواها "سبحانه أحاط سمعه الأشياء يسمع دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء 

وعندما نزل علي رسول الله حكما في الخلاف بين خولة رضي الله عنها وزوجها بقوله تعالي :"والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا .."

وعندها يقول الرسول للسيدة خولة قولي لزوجك :فليعتق رقبه "فتقول خوله "ليس لديه ما يعتقه فيقول الرسول :قولي له فليصم شهرين متتابعين فتقول خوله :هو رجل كبير في السن لا يقدر علي هذا فيقول لها الرسول :قولي له فليطعم ستين مسكينا فتقول خوله ليس لديه ما يكفي ليطعم فيقول لها رسول الله "إنا نعينه بعزق من تمر فلتأخذيه له وليطعم به "

فلنتأمل في حال تلك المؤمنه 

  • عندما راجعت زوجها في أمر وغضب عليها لم تهنه ولم تتطاول عليه أو تعنفه في كبر سنه أو تترك بيتها وتذهب  او تجرح كرامته وإنما تركته حتي هدأ غضبه وعاد إليها يتودد إليها ويطلب رضاها والتقرب منها 

  • لم تقبل الزوجة التقية أن ترضي زوجها وهي تشك أن في رضاه معصية لربها فلم تقبل أن ينال منها حتي تتيقن أنها تحل له 

  • عظم مكانة المرأة في دين الحق دين العزة والكرامة ينزل قرآن يتلي إلي يوم القيامة من فوق سبع سموات من رب الأرض والسموات علي خير البريات حتي يجيب شكوي مؤمنة ويطيب خاطرها ويرد لها حقها 

  • تعظيم شأن المرأة وإعزاز كرامتها وشأنها والإشعار بأهمية وقدسية رابطة الزواج هذا الميثاق الغليظ فقد توعد الله من يتهاون ولو بالكلمة في حق تلك الرابطة المقدسة بالعقوبة والكفارة حتي يدرك مكانة هذا الزواج في دينه فقد جعل الله عقوبة من يظاهر زوجته بأنه يحرم عليه معاشرة زوجته حتي يعتق رقبة فإن لم يستطع  يصوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينا 

  • حسن خلق السيدة خولة المؤمنة التقيه حيث أنها عندما نزل حكم الله فيها ووجدت أن زوجها لن يقدر عليه صرحت لرسول الله بذالك حتي تجد حلا عند رسول الله دون أن تثقل علي زوجها بما لم يستطع القيام به 

رضي الله عن المؤمنة التقية خولة بنت مالك وعن أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعنا برحمتك الواسعة أجمعين 


تعليقات