زوجي يطلب مني ترك عملي ماذا أفعل

 بسم الله

تقول اخت في رسالتها :

متزوجه منذ ثلاث سنوات وقد كنت أعمل قبل الزواج وقد وافق زوجي علي استمراري في عملي بعد الزواج ولكن بعد إنجابي لطفلي الأول بدأت الخلافات والمشاكل بسبب عملي ودائما ما أصبح زوجي يتهمني بالتقصير في بيتي وفي حق طفلي ولكني ابذل قصاري جهدي حتي لا اقصروما يظهر من تقصير يكون خارج إرادتي وقد طلبت منه أن نتحمل سويا حتي يكبر طفلنا ويمكن أن اخذه الي حضانه في وقت عملي وعندها استطيع إدارة وقتي بشكل أفضل ولكنه رفض وطلب مني ترك العمل حماية لبيتي وأسرتي وعندما تحدثت الي أحد صديقاتي حذروني من ترك عملي فهو أماني  وأخبروني أن زوجي يسعي لتقييد حريتي واستقلالي ماديا ليتحكم بي ولكن زوجي علي خلق ويتقي الله في معاملتي ولا يتدخل في راتبي ولا يجعلني أنفق منه علي البيت ولكني خائفة من أن يتغير معي إن تركت عملي واصبحت محتاجة اليه نصيحتكم كيف أتصرف؟ 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

• إن مشكلتك أختي يأتي حلها من داخلك من إيمانك فإن كنتي تؤمنين أن الله خلقك لغاية وأوجدك وأنعم عليكي بنعم لا تعد وكرم منزلتك وجعل الرجل مسؤلا عن حمايتك والقيام علي حقوقك والدا كان أو زوجا فجعلك دينك ملكة وجعل الرجل لكي حارسا يحفظك من السؤال ومن الحاجة للخلق كما قال ربنا في كتابه العزيز :"الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض" فالتفسير الصحيح للاية الكريمه ليست في أن القوامة قوامة تحكم وسيطره كما يحتج بها البعض من المنافقين علي أن الإسلام ظلم المرأة ولكن تفسيرها إنما القوامة هنا قوامة الحماية والدفاع والانفاق المادي كما قال ابن عاشور فالقوامة هنا إنما هي واجب علي الرجل تجاه المرأه المسؤل عنها زوجة كانت أو ابنة أو غيرها ليس له أن يتخلي عن تلك المسؤليه كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :"بما فضل الله بعضهم علي بعض" ولم يقل سبحانه "بما فضل الله الرجل على المرأة وإنما قال بما فضل الله بعضهم علي بعض أي لكل منهم ما يتفضل ويتميز به عن غيره 

• هذا هو دينك الذي رقع قدرك وأعز شأنك ووهب الرجل من القوة البدنية والنفسيه ما يعينه به علي السعي في طلب الرزق لحمايتك وحفظك والقيام علي رعايتك 

• ودينك الذي أوجب علي الزوج الانفاق عليكي ورعايتك والدفاع عنك جعل مقابل تلك الرعاية أوجب عليكي حق الطاعة له وإحترام رأيه وتقديره فطاعة زوجك هي قربي لربك وسعادة لكي في دنياكي واخرتك هذا خاصة إن كان يأمرك بخير وفيما لا يغضب الله

• فإن كان زوجك يدعوك الي الحفاظ علي بيتك وبذل جهدك ووقتك في مهمتك العظمي فقد وهبك الله من المقومات وفضلك علي الرجل بصفات تعينك على القيام بتلك المهمة العظمي وأوجب علي الرجل حمايتك والانفاق عليكي حتي تتفرغي لتلك المهمه وهي عون زوجك علي طاعة الله فوجودك في حياة زوجك إنما هي إعانة له علي نصف دينه كما قال صلوات ربي وسلامه عليه :"من رزقه الله زوجة صالحة فقد أعانه الله علي شطر دينه" ومهمتك أيضا هي تريية جيل يعمر الكون وينفع البشريه ويعيد مجد الأمة تلك هي مهمتك التي أنعم الله عليكي بنعمة الزوج والذرية لأجلها فهل تستبدلينها بمتاع قليل "قل متاع الدنيا قليل" 

• أعلمي أختي أن الأمان من الله وحده وأنه سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين وكيف تأمن المراة علي نفسها بدون رفيق عمرها وفلذات اكبادهاإن تخلت عنهم في سبيل البحث عن أمان زائف وهو أمانها المادي بماذا سينفعها مالها وهي وحيده 

• ولتعلمي أختي أن أولادك في صغرهم يكونون في أشد الحاجة اليكي والصغر هي مرحلة غرس القيم والاخلاق التي سينشأون عليها فإن تخليتي عنهم في صغرهم سيتركونك في كبرك ولن ينفع وقتها ندم 

• والمرأة إنما تخرج للعمل إن كانت في حاجة شديدة اليه أو كان العمل في حاجة إليها حيث لا يوجد رجل يمكنه القيام بما تفعله وتلك الشروط لم تتوفرعندكي اختي فاحرصي على بيتك وأطيعي زوجك تنالين خيري الدنيا والجنه فقد قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه :

إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ

• فعليكي ان تصدقي الله وأن تحددي بوصلتك في الاتجاه الصحيح فلتكن غايتك رضي الله والجنه حتي لا يؤثر بكي من يريدون منكي الانغماس في بحر العمل بغير حاجة له ذالك العمل  الذي يأخذ صحتك ووقتك واعصابك ومجهودك وأحيانا كرامتك وحيائك فلا تستمعي لهؤلاء المفسدين الذين يريدون للمرأة أن تتحرر من مسؤلياتها الحقيقية ومهمتها العظمي وتنغمس في منافسة الرجل والاختلاط والتوهان وترك الاولاد تربيهم المربيات والهواتف والقنوات فينشأ جيل يكون عبئا علي الأمة لا عونا لها فالاب مشغول وراعية البيت والذريه أصبحت أيضا مشغوله والله المستعان 

وختاما نذكر بقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه :" إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها."والله نسأل ان يعينك علي طاعة زوجك والحفاظ علي بيتك وأسرتك وأن يلهمك السداد في القول والعمل وجميع المسلمين اللهم اامين