تعبت من التخبط ولا أعلم الطريق للثبات علي الطاعه

 بسم الله

تقول ابنة لنا في رسالتها :

انا فتاة في العشرينات من العمر وأنا أخت لأربعة إخوة ذكور لأسرة ميسورة الحال ولكن والدي دائما في عمله

ووالدتي لا تتحدث معي كثيرا ولا أشعر بقربها ابدا وقد بدات منذ سنوات أعاني من الوحدة حيث اني بطبيعتي إنطوائيه وليس لدي الكثير من الأصدقاء المقربين وقد تعرفت علي زميل لي وأحببته كثيرا ولكنه تركني مما جعلني أدخل في حالة من الأكتئاب وقد مللت من الذنوب وأصبح سماع الأغاني الذي كان يريحني أصبح يزيد من همي وحزني وكثيير من المعاصي التي كنت أتخلص بها من وحدتي أصبحت تشعرني بالحزن والألم اكثر تعبت من كثرة التخبط في الحياة وأريد أن أسلك طريق الطاعة فكثيرا ما سمعت من أخي الأكبر أن  طريق الطاعة  مريح للقلب  ولكني دائما كنت اتهرب من الإنصات لنصائح أخي حتي أدركت أن الحياة التي أعيشها لا تجلب لقلبي سوي الهم أريد أن أجرب حياة الصالحين فكيف أفعل هذا وهل حقا سيرتاح قلبي وتهدأ نفسي؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول 

بنيتي أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يغفر ذنبك ويتجاوز عنكي ويقبل توبتك وجميع المسلمين والمسلمات 

يقول ربنا في كتابه العزيز :"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" هذا التخبط والحزن والألم إنما هو بسبب البعد عن طريق الله لذا فلتشكري ربك وتسجدين له باكية بين يديه أن أمد في عمرك وهداكي الي طريق الحق ولم يقبضك علي معصيته فهذا فضل من الله ونعمه فاحرصي علي ألا تضيعي تلك الفرصه وسارعي الي باب الرحيم (الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله..) وأبشري بخيري الدنيا والآخرة فالله تعالي يقول :"من عمل صالحا من ذكر او أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه" 

• التوبة تجب ما قبلها 

يقول ربنا في كتابه العزيز :"قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" 

وللتوبة شروط وهي ترك المنكرات والندم علي ما فات والعزم علي عدم العودة لما كان فسارعي بنيتي الي رضي الرحمان تنالين راحة البال وطمأنينة القلب وسعادة الدارين 

يقول الله تعالى في كتابه العزيز :" وساراعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين" 

• واستعينوا بالصبر والصلاة 

قال تعالي :"واستعينوا بالصبر والصلاة" إعلمي بنيتي أن خير معين لكي علي طاعة الله هو الصبر والصلاة فالصلاة هي الصلة بينك وبين  ربك هي أول ما يسأل عليه العبد يوم القيامة هي الزاد الذي نتقوي به علي متاعب الحياة والراحة التي تساعدنا علي إكمال يومنا وهي المورد الذي تطهر به أبداننا وقلوبنا يقول صلوات ربي وسلامه عليه :"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات هل يبقي من درنه شيء فقال أصحاب الرسول :لا يا رسول الله لا يبقى من درنه شيء قال صلى الله عليه وسلم فذالكم  الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا"

وعليكي بنيتي أن تستعيني بربك وتتصبري علي  الطاعة والبعد عن المعصيه ومن يتصبر يصبره الله والله تعالي يقول :"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" 

• فليكن خير جليسك القرآن 

وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا 

القرآن هو خير مؤنس وجليس في هذه الحياه يقول صلوات ربي وسلامه عليه :"من أراد آلدنيآ فعليه بالقران ومن أراد الأخرة فعليه بالقران ومن أرادهما معا فعليه بالقران "فاتخذي من القران صاحبا تسعدين وتنالين جنة الدنيا والآخرة 

• الصاحب ساحب 

أهم معين في رحلة العودة الي الله هي الصحبه فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول :"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من  يخالل "وخير مكان تجدين فيه صحبة تعينك علي أمر دينك ودنياكي هي مجالس القران فصحبة القرآن هي صحبة السعادة وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته فلتحرصي بنيتي على صحبة تعينك على الحق وتأخذ بيدك الي رضي الله  والنجاة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى :"الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" 

• لا ابرح حتى أبلغ 

وليكن شعارك بنيتي أنك لن تتركي الباب حتى يفتح لكي ليس لنا رب سواه فندعوه ولا إله لنا غيره فنرجوه الي من نذهب ومن يجيرنا ومن يرحمنا ويجبر كسر قلوبنا سوي ربنا لا تتركي الباب حتى يفتح لكي وتتنزل الرحمات فربنا رب رحيم يفرح بتوبة عبده ويقبله ويتولاه برحمته فالزمي الدعاء والبكاء بين يدي ربك وتذكري قول نبيك صلوات ربي وسلامه عليه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :"وشاب نشأ في طاعة الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "

ولا تيأسي فإن العجز عيب من الإنسان في وقت الشباب 

وبادر إن بقي في العمر وقت فإن الموت يطرق كل باب