القائمة الرئيسية

الصفحات

أمي ترفض إتمام زواجي كي لا ابتعد عنها ماذا أفعل؟

 بسم الله

تقول فتاة في رسالتها :

انا فتاة في أواخر العشرينات من عمري وقد تقدم لي أشخاص كثيرين قبل سنوات وقد كان منهم أشخاص على خلق ودين ومناسبين لي ولكن كانوا من بلاد غير بلدي التي اعيش فيها برفقة أمي وأبي فأنا فتاة وحيده لأمي وأبي لذا فمن شدة تعلق أمي بي  كانت ترفض كل من يتقدم من خارج البلدة التي نعيش فيها وظل هذا الأمر سنوات والعمر يمضي ولا أستطيع مخالفة أمي أو الاعتراض علي قراراتها حياءا وخوفا علي مشاعرها لمعرفتي لتعلقها بي ولكن أنعم الله

علي وتقدم لي شاب علي خلق ودين من بلدتنا التي نعيش فيها فوافقت أمي لكوني سأكون بجانبها وتمت الخطبة ولكن تغيرت ظروف عمل خطيبي وسينتقل للعمل في بلد أخرى لذا أخبرني انه سيوفر سكن لنا في هذه البلده لأن أمر السفر اليومي سيكون مرهق ومكلف عليه ووعدني أن نأتي لزيارة أمي مرتين شهريا على الأقل ولكن عندما أخبرت أمي بما حدث وظروف عمل خطيبي قررت أن تفسخ الخطبه وأصرت علي هذا وتحدثت الي خطيبي في الهاتف وطلبت منه أن يأتي ليأخذ الشبكه والهدايا قبل أن تخبر أبي أو تسمع رأيي أنا منهارة ولا أعلم ماذا أفعل خطبيبي متمسك بي وأنا تعلقت به كثيرا ويصعب على قلبي حزن أمي وأخاف من غضبها على ووالدي غضب على أمي عندما علم بما فعلت ولكني أخاف من أن أكون سبب خلاف بينهم أشعر بالألم والعجز الشديد ولا أعلم ماذا أفعل؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يسعد قلبك ويفرج كربك ويجمع بينك وبين خطيبك في الحلال عاجلا غير آجل ويجعله خير معين لكي على طاعته سبحانه اللهم اامين

  • وبالوالدين إحسانا

ثانيا بوركتي وحفظ الله عليكي برك بأمك وإحسانك لها تنفيذا لأمر ربك كما أمرنا سبحانه وتعالى في قوله :"وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" تلك هي المؤمنة التي تخاف لقاء الله وتجعل الله قبل كل شيء فقد تحملتي الكثير في سبيل حفاظك على مشاعر والدتك ولن يضيع هذا ابدا فقد قال ربنا سبحانه وتعالى :"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله" وقال تعالي :"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" فبرك بوالدتك وإحسانك إليها ستجدين ثمرته في الدنيا والآخرة بإذن الله 

  • فزوجوه

ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا ويعلم ما يصلحنا في تلك الحياة وما هو خير لنا في ديننا ودنيانا وعندما يقول لنا نبينا صلوات ربي وسلامه عليه :"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" لا يجب علينا وقتها إلا أن نقول سمعنا واطعنا فطاعة نبينا مقدمة علي كل المخلوقين كما أمرنا رب العزة بقوله :"يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" ولكن يجب أن تكون طاعتك لأمر الله في غير إساءة وعقوق لوالدتك فقد قال ربنا سبحانه :" وإن جاهداك علي أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا" 

  • فنصيحتي لابنتي 

تحدثي إلي والدتك بلين الكلام وطيب الحديث واخبريها انك تقدرين محبتها وتعلقها ولكن تلك هي سنة الحياه وأنك بزواجك ستكونين سعيده وهذا ما تتمناه أمك لكي وأخبريها أنك لن تقصري في زيارتها وبرها وأنك ستكونين سعيدة بإقامة حياة كمثيلاتك من البنات وكم تتمني أن تكوني أما وتصبح والدتك جدة لأحفاد تأنس بهم وتسعد برؤيتهم 

كما أنه عليكي أن تتحدثي إلي والدك وتطلبي منه العون والمساعده بأن يقنع والدتك بالحسني لأن تعلقها هذا قد يكون أمرا نفسيا خارج عن إرادتها فليحرص والدك على سد فراغ غيابك باهتمامه بوالدتك لإقناعها بالرضى عن أمر هذا الزواج 

  • نصيحتي للأم ولكل أم 

خطأ كبير تقع فيه أغلب الأمهات هو أنها في بداية زواجها تكون زوجة تهتم بزوجها وبيتها وقد يكون لها هوايات خاصة تقوم بها ولكنها عندما تنجب تتغير حياتها رأسا علي عقب فتصبح أما فقط لا غير لا تفكر في شيء سوي أطفالها وتعيش لهم فقط وتتحول العاطفة الي تعلق مرضى مما يؤثر عليها وتتوتر علاقتها بزوجها التي نسيت انه موجود وعباداتها وطاعتها وأصبحت الحياة للأولاد والحديث مع الزوج فقط عن الاولاد لذا تبدأ الصدمة عندما يكبرون ويحتاج الولد والفتاة لمساحة خاصه أو يحين وقت زواج الفتاة أو الولد فتبدأ عندها المشاكل والألام وهذه الشكوي لابنتنا مثال علي بعض تلك المشاكل وغيرها الكثير 

هل تقصدين أن تتخلى الام عن رعاية أطفالها والإهتمام بهم حتى لا تتعلق بهم؟

 لا وألف لا فتعلق الأم بأولادها فطرة الله التي فطر الناس عليها فهم زينة الحياة الدنيا وفرحة القلب وقرة العين ولكن علي الأم الحكيمه أن تقدر لكل وقت متطلباته فالطفل في بداية سنواته يحتاج أهتمام الام ورعايتها فعلي الأم أن تقدم كل هذا محتسبة الاجر العظيم لها عند ربها ولكن تعلم الأم أنها قبل أن تكون أم فهي زوجه فلتعطي لزوجها من وقتها وإن صعب عليها هذا الأمر في بعض الأوقات تخبر زوجها أنها  لا تتعمد التقصير في حقه أو تهمل وجوده ولكن طفلهم يحتاج إليها حتى يعلم زوجها أن له زوجة وليست فقط أما لأطفاله ثم بعدما يكبر الاطفال قليلا تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم وتهتم بعقلها وتجعل لها اهتمامات من زوج وعبادات وطلب علم إن أمكنها كل تلك الأمور تساعد على عدم وجود التعلق المرضي بالاولاد مما يفسد علي الأم علاقتها بمن حولها وبأولادها التي أفنت حياتها ونفسها من أجلهم وفقط 

  • وختاما 

كل ما زاد عن حده انقلب الي ضده فلتحرص كل أم علي رعاية أولادها وبذل الوقت والجهد في تربيتهم كما يحب ربنا ويرضى بغير إفراط ولا تفريط فالحب الزائد ينتج اولادا مهزومين نفسيا ضعفاء لا يعتمدون علي أنفسهم فالأم المحبة تخاف عليهم من كل شيء ولا تتعبهم في فعل شيء وهذه تربية تفسد أكثر مما تصلح 

والله تعالي أسأله أن يحفظ جميع بنات المسلمين ويرزقهم الستر والعفاف اللهم اامين 



تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. بارك الله فيكم

    ردحذف
  2. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف

إرسال تعليق