الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
نتحدث باذن الله عن صحابية من أكثر النساء صبرا وحكمة الصابرة الطاهرة أم المؤمنين "هند بنت أبي أميه "والملقبه ب"أم سلمه المخزوميه " رضي الله عنها وأرضاها
وكعادتنا فاننا نسلط الضوء علي بعض من الاحداث في حياة أمهاتنا والتي منها نتعلم ونعمل بما نتعلمه حتي ننال رضي الله وسعادة الدنيا والاخره بفضل الله وعونه
نذكر بداية أن الصحابية "أم سلمة "رضي الله عنها كانت زوجة الصحابي "عبالله بن عبدالاسد المخزومي "وقد كانت هي وزوجها رضي الله عنهم من أول المهاجرين الي الحبشة في الهجرة الاولي فرارا من أذي المشركين وقد كانت نعم الزوجة المعينة لزوجها علي طاعة ربها
ولكن في طريقهم الي الهجرة قطع بنو قومها عليهم طريقهم ومنعوها من الهجره فهاجر زوجها وحده للحبشه وعادت هي الي مكه وأخذوا منها ولدها الي أهل أبيه فكان البلاء عظيما عليها وأستمر هذا الوضع من شتات وتفكك الاسرة عام كامل فما كان منها إلا البكاء ولكن لم يحملها شدة البلاء علي معصية ربها أو ترك دينها أو السخط علي أقدار ربها وإنما كانت راضية صابرة حتي فرج الله عنها وسمحوا لها قومها بالهجرة الي زوجها وأعطوها ولدها
فكانت مضطرة الي أن تسلك الطريق الي زوجها وحدها مع طفلها في صحراء لا يعلم ما بها الا الله
فتوكلت علي ربها وأستعانت به وحده فسخر الله لها جند من جنوده فهي تقول عن تلك الرحله " فجهّزت راحلتي ، ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ، حتى إذا كنت بالتنعيم – موضع من مكة - لقيت عثمان بن طلحة - وكان يومئذٍ مشركاً - ، فقال لي : إلى أين ؟ ، قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال : هل معك أحد ؟ ، فقلت : لا والله ، ما معي إلا الله وابني هذا ، فأخذته النخوة فقال : والله لا أتركك ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه ، كان إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فجهّزه ، ثم استأخر عني وقال : اركبي ، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني ، فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة " حقا من توكل علي الله كفاه وحفظه ورعاه
وعندما توفي زوجها رضي الله عنها أبو أولادها ورفيق دربها حزنت حزنا شديدا وما كان منها الا ان دعت بدعاء النبي صلي الله عليه وسلم التي سمعته يقول"
وقد كانت أمرأة متزنة حكيمة فعندما خطبها النبي صلي الله عليه وسلم لم تجعلها فرحتها من خطبة خير الخلق لها علي أن تتسرع في الموافقة قبل أن تبين للنبي ما في نفسها فقالت له :"إني كبيرة السنّ ، وأنا غيور-أي تغار من ضرائرها من النساء - وذات عيال ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أكبر منك ، وأما الغيرة فيذهبها الله عز وجل، وأما العيال فإلى الله ورسوله ) ، فتزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم فاللهم أرضي عن أم سلمة وعن أمهات المؤمنين أجمعين والحقنا بهم في الصالحين اللهم آمين
اللهم علمنا ما ينفعنا
ردحذف🌴🌴🌴❤️❤️❤️
ردحذف