القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله 

أخت أرسلت شكوي تقول فيها :

متزوجه ولدي طفل وأهل زوجي يحسنون معاملتي ولزوجي ثلاثة من الاخوات البنات وهن متزوجات في نفس البلد لذا فقد يأتوا لزيارة والديهم اكثر من مره أسبوعيا هذا الامر لا يشكل لي اي مشكله إلا أنهم مع حسن أخلاقهم وحسن معاملتهم لي دائما ما يقضون فترة وجودهم معي في الشكوي والتذمر من كل شيء من الحياة ومشاكل الاولاد وكل شيء ويتكرر هذا الامر بشكل مستمر حتي أنهم أصبحوا يؤثرون علي فأصبحت أسخط علي أشياء كنت في السابق أراها نعم هذا الامر يؤلمني كثيرا وقد أصبحت قليلة الذكر لله والشكر له حتي أصبحت أقول الحمد لله وفي قلبي أراها الحمد لله صبرا وليس شكرا ماذا أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

سأجيب علي سؤالك أختي في عدة نقاط أطرحها علي شكل سؤال وجواب والله اسأل أن ينفعك بها وبنفعنا وجميع المسلمات اللهم اامين 

  1. لماذا أصبحنا لا نري النعم  ؟ 
  2. لماذا نقول الحمد لله وعلي اي شيء نقولها  ؟
  3. هل أنا اساند الفقر وأدعو اليه ؟
  4. الحياة صعبه أليس من حقي الشكوي للتخفيف عن نفسي ؟
  5. كيف تتغلبي اختي علي مشكلتك مع أخوات زوجك؟

ولنبدأ بالسؤال الاول : إن السبب الرئيسي في أننا أصبحنا نقول الحمد لله صبرا وليس شكرا أننا أصبحنا لا نري النعم لنشكر عليها فعدم الاحساس بالنعم ذالك  هو غاية الشيطان العظمي حتي لا نفرح ونظل نتحسر علي المفقود ولا نري الخير الموجود قال الله تعالي :"إنما ذالكم الشيطان ليحزن الذين ءامنوا "هذا هو هدف الشيطان ألا يفرح المسلم وألا يري النعم فبعدنا عن طريق الله جعل الشيطان يصل الي غايته من جعل المسلم يهتم ويغتم ولا يري خيرا في حياته 

قال الله تعالي :"من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه "حياة مليئه بالرضي والشكر وإدمان الحمد                وقال تعالي :"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "حياة مليئة بالبلايا والسخط 

وقال الله تعالي :"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم "فالشكر هو أمان من العذاب ورحمة من رب الارباب وهذا مالا يريده الشيطان للعباد الرحمه إنما يريد لهم الهلاك فيسعي لادخال الهم علي قلوب الخلق وإدمان الشكوي وقلة الشكر فترفع الرحمه ولا حول ولا قوة إلا بالله تلك هي خطة الشيطان لإهلاك الخلق 

كما أننا أصبحنا لا نري النعم لاننا أشركنا النفس التي لا تشبع لتساند الشيطان في عمله فنظرنا  الي حياة المترفين والمنعمين من أهل الدنيا والذين لا نعلم هل هم في نعم حقا أم أنها إبتلاء من الله وتعجيل بالخير في الدنيا  فقد قال صلي الله عليه وسلم :"لا الفقر أخشي عليكم ولكن أخشي أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " 

ولم نسمع لقول نبيا صلي الله عليه وسلم حين قال :"لا تكثروا من الدخول علي الامراء فإن هذا أحري أن تزدروا نعمة الله عليكم "أي أن النظر الي من هو أعلي في أمور الدنيا يلقي في نفس العبد السخط علي حاله حتي وإن كان في زحام من النعم فهو لا يراها 

وقد يفهم  من كلامي اني أشجع الفقر وأنه خير للمسلم من الغني فهل هذا صحيح ؟ قطعا لا فقد قال نبينا صلي الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف .."والمال قوة 

وإنما قصدت أن نطلب الرزق من الله من مال وغبره من النعم بنفس راضية مطمئنة شاكرة لله علي الموجود محسنة الظن بالله فيما هو قادم   نفس توقن بعدل الله وكرمه ورحمته وليست نفسا ناقمة ساخطة شاكيه 

نأتي لسؤال علي أي شيء نشكر ؟ ارد بقوله تعالي :"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "

لكن لنذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين فلنذكر أنفسنا بقلييل من كثييييير من نعم الله علينا 

إن قلنا الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها من نعمه الا تكفي 

الحمد لله أن لنا رب رحيم يجيب المضطر ويكشف الضر 

الحمد لله الذي يغفر الذلات ويتجاوز عن السيئات 

الحمد الله الرزاق التواب سميع الدعاء رافع البلاء 

الحمد لله الذي كرمني وصان وجعي عن السجود لحجر ولا صنم ولا بشر ولا حيوان 

الحمد لله علي الستر والفضل والسمع والبصر والكلام والعقل 

الحمد لله علي الشمس التي لا يقطعها عنا بتقصيرينا والارض التي لا تبتلعنا بذنوبنا 

الحمد لله علي رحمته بنا وصبره علينا وإمهاله لنا وقبولنا بعد إعراضنا وغفران ذنوبنا  فالحمد لله الي المنتهي بعدد النعم التي لا تنتهي

ولنختم بقول نبينا صلي الله عليه وسلم :"من بات آمنا في سربه معافي في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحزافيرها "

ولكن الحياة صعبة أ


ليس لي الحق ان اخفف عن نفسي بالشكوي ؟

أقول لكي أختي ما انتي فيه هو بقدر الله والله وحده هو القادر عن التخفيف عنكي وهو وحده الذي يكشف الضر وبيده مقاليد كل شيء والامر امره وما تفعلينه بشكواكي أنكي تثقلين علي نفس غيرك فيحزن من أجلك إن كان محب لكي الخير ولا يملك لكي ضرا ولا نفعا فنصيحتي لكي :أجعلي الله مقصدك واحرصي أن تقفي بين يديه وتشكي له وحده سبحانه وستري من الخير ما تقر به عينك 

قال تعالي :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان"

وختاما نصيحتي لك اختي عنما تتحدثين مع أخوات زوجك لا تكثري من الاسئلة التي تجلب الشكوي فليكن الكلام عاما وقليلا وأحرصي علي تذكيرهم بالله بنعمه سبحانه وأنشري فيهم روح التفاؤل وحسن الظن بالله فإن لم تجدي تغيرا فاحرصي علي إعتزال ما يؤذيكي فإن من اخطر الخلق علي نفس المؤمن من يجعلونه لا يري نعم الله عليه ويفسدون عليه حالة الرضي عن الله وعن نعمه

والله اسأل أن أكون قد وفقت في أن أزيل عنكي ألم السخط علي النعم ولتشكري الله علي خيره الكثير وتجنبي أبواب فتن الشيطان 

اسال الله أن يحفظ علي بيوت المسلمين النعم ويرزقهم الرضي والشكر اللهم اامين





تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق