القائمة الرئيسية

الصفحات

 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

نكمل باذن الله في سلسلة علمتني والتي نهدف من خلالها التوقف عند أحداث من حياة أمهات المؤمنين رضي الله عنهم لنتعلم منهم ونقطف من ثمار طهرهم وسعادة بيوتهم حتي نسير علي طريقهم سائلين الله أن يجمعنا بهم بحبنا لهم اللهم آمين 

وحديثنا في هذا المقال سيكون عن العفيفة الطاهرة المطهره النقية التقيه التي نزلت براءتها من السماء زوجة نبينا والبكر الوحيدة بين زوجاته وأحب النساء اليه كما ورد عنه صلي الله عليه وسلم حين سئل :"

 يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ عائشةُ قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ أبوها"إنها حبيبة رسول الله وبنت حبيبه وصديق رحلته هي "عائشة بنت أبي بكر "رضي الله عنها وأرضاها 

ولنبدأ بعلمها فقد كانت تشتهر بكثرة  علمها رضي الله عنها فكانت من أكثر النساء علما وأكثرهن رواية للحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد روت عن نبينا الكريم أكثر من ألفي حديث وهذا ان دل فانما يدل علي حرصها علي الفقه في دينها وقربها من زوجها ومعلمها صلوات ربي وسلامه علي ولم تكن فقيهة متميزه  فقط بل كانت ايضا طبيبة بارعه فقد حرصت علي تعلم ما ينفعها من أمر دينها ودنياها وأحسنت الظن بربها وأخذت بالاسباب وحرصت علي ما ينفعها فاصبحت  بارعة في علوم الدين والدنيا 

ونذكر موقف كان بينها وبين نبينا الكريم حين قال لها صلوات ربي وسلامه عليه :"

إنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ ورِضَاكِ قالَتْ: قُلتُ: وكيفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إنَّكِ إذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْرَاهِيمَ قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إلَّا اسْمَكَ.

فلننظر الي حسن الرد والتوفيق في الكلام فقد كان من الممكن لها ان تكتفي بالتصديق علي كلام زوجها ولكنها فضلت أن تعلمه بحبها وأن ما في  قلبها من محبة لا تتغير حتي عند غضها 

ونذكر أيضا عندما ابتليت بما سمي بحادثة الإفك وأتهمت في عرضها ودخل عليها النبي صلي الله عليه وسلم وقد أشتد عليها المرض من رميها بالفاحشة والافتراء عليها ويقول لها النبي زوجها وحبيب عمرها واعلم الناس بعفتها ونقائها "إن كنتي أذنبتي فتوبي الي الله "فتنزل الكلمات علي قلبها كالصاعقة ولكنها لم ترد بغير أن نظرت الي أبيها وقالت له أجب رسول الله فهو من رباها ويعلم بأخلاقها فلم يرد أباها فتنظر الي أمها فتقول لها أجيبي رسول الله فلم ترد أمها فعندها تلجأ الي ربها وتوقن أن لا ملجأمنه الا اليه وأنه وحده السند والناصر وهو وحده القادر علي رفع البلاء فينزل الوحي علي رسول الله فورا ببراءتها من فوق سبع سموات حقا ومن يتوكل علي الله فهو حسبه 

ونذكر أنه صلي الله توفي في حجرها ودفن في غرفتها كما دفن ابوها أبو بكر رضي الله عنه بجوار حبيبه في غرفتها فكانت تدخل غرفتها وقتها وهي واضعة ثيابها عنها وعندما توفي عمر رضي الله عنه وطلب ان يدفن بجوار أحبابه ودفن في غرفتها رضي الله عنها كانت تشد عليها حجابها عندما تدخل الغرفة كانت تستحيي من عمر رضي الله عنه وهو ميت ومن نساء أمتها من لا تستحي من الاحياء والله المستعان

نذكر بشكل ملخص ما تعلمناه من أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها 

  • علمتني عائشه أن المسلمة تحرص علي ما ينفعها وتشغل وقتها بالتعلم عن دينها وتثقف نفسها بما ينفعها في تربية أولادها وخدمة امتها 

  • علمتني عائشة أنه بالكلمة الطيبة تستعبد قلوب العباد فكانت رضي الله عنها بطيب كلامه وحسن أخلاقها أحب الناس الي زوجها 

  • علمتني عائشة أن الله هو وحده السند والمعين ومن لجأ الي الله نجاه وكفاه شر الخلق وحفظه بحفظه 

  • علمتني عائشة أن الحياء صفة   ملازمة للصحابيات الطاهرات والمؤمنات الصالحات ومن أرادت أن تلحق بهم فلتتخلق بالحياء  فالحياء لا ياتي الا بخير   فاللهم أرضي عن أمنا عائشة صاحبة الحياء والعفاف وعن جميع أمهات المؤمنين الله آمين 




تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق