القائمة الرئيسية

الصفحات

بعد حب دام لسنوات يريد أن يتركني وأنا منهارة وأفكر في الإنتحار ماذا أفعل؟

 بسم الله 

رسالة من بنت تقول فيها :

أنا فتاة جامعيه تعرفت علي زميل لي في الجامعه كنا في البداية أصدقاء عاديين ولكني اعجبت به وتعلقت به وهو أيضا وقد صرح كل منا للأخر بحبه وقد كان هذا منذ عامين ونصف وقد وعدني بان يتقدم لخطبتي بعد أن نتخرج من الجامعة مباشرة ولكننا قد تخرجنا من عدة شهور وعندما فاتحته في أمر الخطبة تغيرت معاملته لي وبدأ يتهرب مني وعندما


واجهته قال لي أنه غير مستعد للزواج أو الخطبة في الوقت الحالي وأصبح لا يرد علي إتصالاتي وأنا أشعر بالضياع ولا أعلم كيف أتصرف لقد تعلقت به كثيرا ورفضت الكثير من عروض الزواج مما أغضب أهلي مني بسبب حبي له أشعر أني محطمه وأريد التخلص من حياتي  ماذا أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلاة والسلام علي رسول الله 

ستكون الإجابة علي سؤالك بنيتي في عدة نقاط فاسمعي وأنصتي ولتنصت كل مسلمه تريد حماية نفسها من شياطين الانس وكل أم تحرص علي حماية ذريتها 

  • بداية لنأخذ بيد المسكينه ونضمد الجرح 

ابنتي صاحبة الشكوي ومثلها كثيرات والله المستعان نعلم يقينا أنك تتألمين بحق فالفتاة إنما هي كتلة من المشاعر وقد يتفنن شياطين الإنس في خداع الفتاة تحت ستار الحب بجعلها تقدم من التنازلات ما يزيد من حسرتها وألام قلبها أسال الله أن يحفظ جميع بنات المسلمين من شياطين الجن والإنس ولكن حتي لا يأخذك هذا الألم الي طريق أشد إيلاما أعلمي أن الله أرحم به من نفسك وأعلم بحالك منك قال تعالي :"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "وقد تفضل الله عليكي بأن أنقذك من تلك العلاقة المحرمة والحب المسموم حب لا يبني أسرة ولا يعمر بيتا حب يريد به ذئاب البشر إسقاط الفرائس لا أكثر ويمضي الولد في طريقه ليبحث عن فريسة أخري يتسلي معها وتبقي البنت في حسرتها وألمها وتفقد الثقة فيمن حولها فلتعلمي بنيتي أن من بني علي باطل فهو باطل فلتحمدي الله أن أنقذك من تلك العلاقه التي بنيت علي غير رضي من الله وثقي في الله أنه سبحانه غفور رحيم وقد قال سبحانه :"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون "فاستغفري الله وتوبي اليه وأسأليه من فضله أن يعوضك بتقي صالح يطرق البيت من بابه ولا يتسلل الي القلوب تسلل اللصوص واحتسبي هذا الألم كفارة لما قصرتي فيه في حق نفسك وعزتك وكرامتك وفي حق ربك واعلنيها توبة الله صادقه وسيعوضك عاجلا غير آجل بإذن الله 

  • بداية خاطئه تعني نهاية مؤلمه (ولا متخذات أخدان )

قال الله تعالي في صفات المؤمنة الصالحة التقيه :"ولا متخذات أخدان "أي أن العفيفة الصالحة لا تتخذ من الرجال أصدقاء فلا يوجد في ديننا صداقة بين رجل وامرأة لا تحل له فالمسلمة هي ملكة متوجة في بيت أبيها حتي يأتي من  الرجال الصالحين من يليق بها ويطلب الزواج منها بعزة وكرامه وتكون في بيته زوجة وصديقة وحبيبه وإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يهنها تلك هي المسلمة لا تقبل علي كرامتها أو عزتها أن تضع نفسها أو أهلها في موضع يهين كرامتها أو تقبل بأن تكون حبيبة في الخفاء مطمعا لسارق لا يريد لها الخير ولا يظن بها خيرا سارق يسرق قلبها بحجة الحب والغرام ويسرق حيائها وعزتها وكرامتها ثم يتركها في حسرتها ويمضي لا يبالي 

  • ولا تقربوا الزني 

قال الله تعالي :"ولا تقربوا الزني إنه كان فاحشة وساء سبيلا "لم يقل ربنا سبحانه وتعالي (ولا تزنوا) وإنما قال سبحانه ولا تقربوا فالنظرة قربي من الفاحشه واللقاء قربي من الفاحشه والصداقة المحرمة قربي من الفاحشه والخضوع بالقول قربي من الفاحشه والعين تزني وزناها النظر والزني من الموبيقات لذا فلعظم الجريمه كان الجزاء من جنس العمل فعلي كل مسلمه تخاف الله أن تحفظ نفسها وتستعفف حتي يغنيها الله كما أمرها ربها بقوله تعالي "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله" وعلى كل مسلمه تقيه أن تتجنب خطوات الشيطان فالشيطان لا يطلب من الولد أو الفتاة ارتكاب الفاحشه وإنما يجرهم إليها خطوة خطوه بتحليل الحرام وتزيين المنكر في صورة كلمات (الصداقه البريئه) (الحب الطاهر في الخفاء) (زي اخويا وزي اختي)  وقد نهانا الله سبحانه عن تتبع خطوات الشيطان فقال تعالي "يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" 

  • رسالة الى منتحر 

رساله الي كل شخص او شاب يريد الانتحار وقد اثبتت الاحصائيات أن اغلب حالات الانتحار تكون لأشخاص تتراوح اعمارهم ما بين خمسة عشر عاما الي خمس وعشرون شباب في أجمل فترات العمر تلك الفتره من العمر التي كان في مثلها محمد الفاتح يوم فتح القصطنطينيه ويوم ساد الصحابه والعلماء العالم كانوا في مثل أعمار المنتحرين ولكل منتحر هل تعلم قول نبيك الذي يقول صلي الله عليه وسلم "الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه" تتوقع بأنك بفعلتك هذه وتعديك علي بنيان الله ترتاح من العذاب في  الدنيا الفانية القصيره ولا تعلم ما ينتظرك في الدار الباقيه  فلتسمع قول نبيك "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من قتل نفسه بحديدة؛ فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه؛ فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"»ولتسمع قول ربك الرحمن الرحيم حيث قال :"ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" ربك الرحيم وحده من يعلم الخير لك ولكل منتحر يقدم علي إنهاء حياته والتخلص منها وهدم بنيان الله وإلقاء نفسه في عذاب مقيم وذالك حينما يتعرض لبلاء في الدنيا فأين أنت من قول ربك :"ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين "الم تسمع قول ربك :"إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب "ولم تقرأ في كتابه حين حلت بك الكربة :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"ولكل من يحاول قتل نفسه نقول خلقت لتعمر الأرض وتصبر علي البلاء وترضي بالقضاء فكن لله كما يحب وعد الي ربك يعيد لك سعادتك وراحة قلبك وطمأنينة نفسك وتب الي الله وأسمع قول ربك حيث قال سبحانه :"من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه "حياة مليئة بالرضي عن الله وحسن الظن به والصبر علي أقداره حياة يعيش بها المؤمن بقول نبيه صلي الله عليه وسلم :"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "

  • التوبة تجب ما قبلها 

إليكي بنيتي صاحبة الرساله ولكل بنات وشباب المسلمين فلتعودوا الي ربكم فهو سبحانه مالك الملك ورب كل شيء لا منجي ولا ملجأ لنا إلا اليه هو وحده القادر القاهر جابر قلوب المنكسرين ومجيب دعوة المضطرين هو سبحانه وحده الذي يفرج الكروبات ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قال تعالي :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب "وقال تعالي :"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "وقال صلوات ربي وسلامه عليه :"
لَلَّهُ أفْرَحُ بتوبة عبده مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ، عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ.
فتعودوا الي الله وتسألوه من فضله وتتقربوا اليه سبحانه كما أمرنا فقد قال صلي الله عليه وسلم في الحديث القدسي حكاية عن رب العزه :"
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه "



تعليقات