القائمة الرئيسية

الصفحات

علمتني هاجر (عندما تكون الأم مدرسة بحق تصبح أم بأمة كامله)

 الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

بإذن الله يكون حديثنا اليوم في سلسلة علمتني عن أم كانت بأمه عن زوجة راضية واثقة بربها متوكلة عليه حق توكله مطيعة لأمر زوجها إنها العظيمة "السيدة هاجر رضي الله عنها وأرضاها "زوجة نبي الله "إبراهيم عليه السلام "وأم نبي الله" إسماعيل" عليهم جميعا وعلي نبينا السلام 

مولد قرة العين "إن ربي لسميع الدعاء"

لنبدأ بمولد نبي الله إسماعيل فقد تزوج نبي الله" إبراهيم" عليه السلام بالسيدة" هاجر" رضي الله عنها بعد زواجه بالسيدة "سارة "رضي الله عنهم أجمعين بعد عمر طويل من زواجه بالسيدة سارة حيث لم يرزقهما الله الذريه فاختارت السيدة "سارة"  رضي الله عنها "هاجر " لتكون زوجة لنبي الله إبراهيم لما رأته من صلاحها وحسن أخلاقها أملا أن يرزق الله نبينا إبراهيم بالذريه وقد كان وأنعم الله عليهم بإسماعيل عليه السلام فقد كان قرة عين لنبي الله إبراهيم فقد رزق به علي الكبر كما أخبرنا ربنا في كتابه العزيز حكاية عن نبي الله إبراهيم حيث قال :"الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء"

ويبدأ الإختبار 

بعدما يرزق نبي الله إبراهيم بولده  إسماعيل عليه السلام يأمر الله سبحانه وتعالي نبيه إبراهيم أن يأخذ ولده إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام ويرسلهم الي صحراء لا زرع بها ولا ماء ويتركهما ويذهب 

يأخذ قرة عينه الذي رزق به علي الكبر ويتركه رضيعا مع أمه في صحراء لا زرع بها ولا ماء فهل قال لربه اقنعني حتي أنفذ أمرك ؟كلا فنبي الله يعلم ان الله هو الذي وهبه ولده بغير حول منه ولا قوه هو سبحانه القادر علي حمايته ورعايته حتي وإن أنقطعت كل أسباب الارض فالملك يرزق بالسبب وبدون السبب وبضد السبب سبحانه وتعالي فهو رب الاسباب 

إذهب فلن يضيعنا 

يأتي دور الزوجة الصالحه والام التقيه عندما يعزم نبي الله علي تركها مع ولدها الرضيع في تلك الصحراء هل بكت أو صرخت في وجه زوجها أو أعترضت علي أمر ربها وإنما سألته :"الله أمرك بهذا ؟فلما أجاب بنعم  قالت مقولة الواثقة في أمر ربها الراضية بقضاءه محسنة الظن به سبحانه أذهب فلن يضيعنا 

فهل هذا ما تقوله الزوجة اليوم إن جاء اليها زوجها وقال سأترك عملي لان فيه شك في انه ليس عملا حلال خالصا أو ما شابه من أمور الدنيا هل تقول أفعل فلن يضيعنا ؟

اخذت بالأسباب وتوكلت علي رب الأسباب 

عندما يترك نبي الله إبراهيم زوجته الصالحة الطائعة لامر ربها في الصحراء ويبدأالرضيع بالبكاء من الجوع والعطش لم تجلس الام وتبكي أو تظل تدعي ربها أن يرزقها وهي جالسة مكانها وإنما قامت بالسعي بين جبلي الصفا والمروة حيث كانت تجلس ظلعت تسعي ذهابا وإيابا حتي جاء الفرج من ربها ونبع الماء من تحت قدم رضيعها  وقد وهب الله الأمة هذا البئر الذي نبع من تحت قدم نبي الله إسماعيل ماء عذب لا ينفد الي يوم القيامه بسعي أم وصبرها 

عندما تربي الأم الصالحة رجلا بحق 

وتمضي الايام والسنوات ويعمر الله تلك الصحراء بالبشر ويكبر نبي الله إسماعيل ويصبح في الثانية عشر من عمره ويعود اليه نبي الله إبراهيم ويقول له في أول مرة يراه فيها منذ كان رضيعا يقول له :"يا بني إني أري في المنام أني أذبحك .."فتظهر ثمرة التربيه ودور الأم فيرد من ربته أمه علي طاعة الله وطاعة والده ونبيه والاسلام بحق في الاستسلام لأمر الله يقينا في عدله وحكمته وحسن الظن به يرد الولد بقوله :"ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "

عندما يشتد الكرب يأتي الفرج 

قال تعالي :"فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إن كذالك نجزي المحسنين "

لم نسمع أن السيدة هاجر قد أعترضت علي ذبح فلذة كبدها ولكن كيف لأم تثق في عدل ربها ورحمته وحكمته وتعلم أنه أرحم بها من نفسها وأنه سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها أن تعترض علي امر لربها الرحيم الحكيم تلك هي الأم الصالحه والمصلحه والتي بصلاحها تصلح الامة وجاء الفرج من الله وفرج الله الكرب وفدي قرة العين وأسعد القلوب برحمته سبحانه :"وفديناه بذبح عظيم "ونجح الولد في الاختبار بفضل أم كانت بأمه أم ربت فأحسنت وعلمت فأتقنت وزرعت في قلب ولدها فجنت الثمار وبلغت درجة الأحسان وهي أعلي درجات الإيمان 

فلكل أم أعلمي أنك قادرة علي تغيير وجه العالم إن ربيتي أولادا صالحين يعلمون كيف يعمرون الارض وينقذون البشرية من الظلام 


عندما تربي الصالحة "تصبح 

تعليقات