القائمة الرئيسية

الصفحات

الأبناء والإلحاد (هام لكل أب وام )

 بسم الله

أرسلت أخت رساله تقول فيها متزوجه ولدي ولدان أحدهما في فترة المراهقه عمره ستة عشر عاما وأنا ربة منزل أعمل قدر استطاعتي علي رعاية أبنائي والاهتمام بهم وقد كان ولدي الاكبر صاحب الستة عشر عام مقربا مني جدا ومتعلق بي في صغره ولكنه منذ دخوله مرحلة المراهقه بدأ الانطواء علي نفسه تدريجيا وكلما حاولت معرفة أخباره ومن هم اصدقاءه وأطلب منه الإطلاع علي هاتفه أجده يغضب ويقول لي أنه لم يعد طفلا وهذه التصرفات تزعجه من محاولاتي الاطمئنان عليه لا أكثر كما انه اصبح يسألني في بعض الاوقات اسئلة في العقيده عن الله والخلق ولكني لست دارسة متعمقة في العلم الشرعي فلا استطيع إقناعه بإجابات لأسئلته وهذا التغير في طباعه وبعده عني وأسئلته أصبحت تقلقني وعندما أخبرت والده بالامر قال لي أنها فتره تغير من الطفوله للمراهقه وما يحدث معه من تغيرات أمر طبيعي ولا داعي للقلق 

لكن قلبي ليس مطمئن ابدا علي ولدي ولا أعلم ماذا افعل ؟

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله 

بداية أختي من حقك أن تقلقي وهذا القلق ليس من فراغ بل إن ما يحدث مع ولدك إنذار لخطر قادم فلتعلمي اختي ان ولدك في فترة من عمره تحيط به عدة مخاطر ولا أقصد بكلامي أن احزن قلبك أو قلب أي أم في مثل وضعك ولكن "من خوفك حتي تلقي الأمن خير ممن أمنك حتي تلقي المخافه "فعليكي أن تعلمي أختي أن فترة المراهقه فترة صعبة علي الولد أو البنت وعلي الاهل أيضا ولكن إن تم فهم طبيعة تلك الفترة من جانب الوالدين والتعامل معها بشكل سليم تمضي بسلام بعون الله ويخرج منها الشاب والفتاه بنفس سليمة وعقل متزن وشخصية قوية معمرة فعاله تدرك مالها وما عليها 

ولكن حتي نحصد تلك الثمار الطيبه فالامر يحتاج الي مجهود وتعلم  وهل هناك من هو أغلي علي الوالدين من أولادهم ليبذلوا من أجلهم الوقت والجهد  قال تعالي :"المال والبنون زينة الحياة الدنيا "

وقد قال نبينا صلي الله عليه وسلم :"كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته "

فالخطاب لكل أب ولكل أم :أعلموا أن حماية قلوب أولادكم من تلوثها بالفتن وحماية عقيدتهم من الفساد  أهم بكثير من حمايتهم من الجوع فإن المرء إذا وقف بين يدي ربه ولم يري نعيما في الدنيا ولم يلقي الله إلا بقلب سليم وعقيدة صافية من الشك راضيا بالله وعن الله يغمس غمسة في الجنه فيقول والله ما رأيت في حياتي بؤسا قط 

ولكنه إن لقي ربه مشركا أو كافرا به (والعياذ بالله )فبغمسة واحدة في النار يقول والله مارأيت في حياتي نعيما قط 

فالحياة قصيره ومهما طالت فهي فانيه ولكن بعده تنتظرنا حياة باقيه إما الي نعيم وإما الي جحيم والعياذ بالله 

هل اعني بهذا الكلام أن تنرك أمر طلب الرزق والعمل علي كفاية الابناء وحمايتهم من السؤال والتفرغ للعلم والعباده ؟كلا ولا يوجد أصلا تعارض بين طلب الرزق والعباده وإنما طلب الرزق عباده وأمرنا به الله فقال تعالي :"فامشوا في مناكبها "ولكنه سبحانه قال بعده مباشرة :"وكلوا من رزقه "اي نأخذ بالاسباب ونعلق قلوبنا به سبحانه فالله سبحانه هو صاحب الرزق ومالك الملك وما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته سبحانه 

وإنما المقصود بالكلام ليس بالتقليل من أهمية طلب الرزق وإنما بعظم وأهمية أمر التربية إنشاء جيل صالح يعلم عن الله وعن رسوله يكن حصنا معينا لأمته وليس عبئا عليا او سهما تضرب به الامه ومثالا غير صالحا لدينه وأمته 

لذا نبدأ بذكر عدة نصائح علي طريق تربية جيل صالح سليم العقيدة محصنا من الفتن 

  • إن صلاح الأبناء مرتبط بشكل أساسي بصلاح الأباء فبصلاح الراعي تصلح الرعيه فالولد يعكس صورة لوالديه وأخلاقهم وسلوكهم فالطفل يتشرب من بداية نشأته جميع أخلاقياته ممن حوله والمقربين منه وليس اقرب من الوالدين للاطفال  قال صلي الله عليه وسلم :"إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده.."كما أنه أخبرنا صلوات ربي وسلامه عليه :"أنه من حق الوالد علي ولده أن يختار له أما صالحه "لانه بصلاحها تصلح الذريه 

  • أكل الحلال من أهم أسباب حفظ الذريه فالحرام  مفسدة للولد مجلبة للسخط في الدنيا والاخرة 

  • العلم وتعظيم شعائر الله في قلوب الأطفال منذ بداية نشاتهم فليعلم الطفل عن الله وعن سنة نبيه وعن أركان دينه كما امرنا صلي الله عليه وسلم فقال :"علموا أولادكم الصلاة لسبع .."ونعلم الأطفال أن الله أكبر من كل شيء ويكون هذا العلم سلوكا عمليا يراه الطفل في حياته مثالا علي ذالك:

  1. عندما يسمع الوالد نداء الحق بالصلاه فيترك ما في يده ويصطحب ولده للصلاة وتترك الام ما في يدها وتقوم لتؤدي فرض الله وتراها ابنتها فقد أخذوا أعظم الدروس في معني "الله أكبر "

  1. عندما يذهب الطفل لحفظ القران في فترة الصيف وعندما تبدأ الدراسة ويتناقص عدد الحفاظ بحجة أنه لا وقت للقران وأنا أعلم طفلي أن "الله اكبر "من كل شىء أن "من كانت الاخرة همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمه .."كما علمنا نبينا وأن بداية النجاح في الحياة لا تكن بغير كتاب الله فقد قال صلي الله عليه وسلم :"من أراد الدنيا فعليه بالقرأن ومن أراد الأخرة فعليه بالقرأن ومن أرادهما معا فعليه بالقرأن " 

  • علموا أولادكم توحيد الله بحق بأسمائه وصفاته تعلموا العقيدة وعلموها أولادكم حتي يمكنكم مواجهة الفتن التي تحيط بفلذات اكبادكم من كل ناحيه "تعلموا العقيدة وعلموها أولادكم فإنها الان تٌنزع من قلوبهم بخطط محكمه ومجهود متواصل "

نظرا لأهمية الامر وحتي لا نطيل أكثر نكمل بإذن الله في المقال القادم فتابعونا..



تعليقات