القائمة الرئيسية

الصفحات

ربة منزل فكيف أساعد مسلمي الايغور ؟


 بسم الله 

رساله من أخت تقول فيها :

أنا ربة منزل لا أجيد سوي رعاية بيتي وأولادي ولكنني عندما أسمع ما يحدث للمسلمين وأطفالهم وشيوخهم ونسائهم في الايغور في الصين أو في فلصطين أو غيرها من البلاد أشعر بالالم والعجز الشديدين 

فكيف لي وأنا ربة منزل أن أساعد هؤلاء المستضعفين من أخوتي في الدين ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

أختي في الله إن ما تشعرين به من الالم لأجل أخوتك في الدين إنما هي أخلاق الصالحين والصالحات وأفعال المؤمنين الصادقين كما أخبرنا رسولنا الكريم في قوله صلي الله عليه وسلم :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهر والحمي "

هكذا تكون الأمة الاسلامية تتألم لألم بعضها وهذا الالم والانكار القلبي للظلم الواقع علي المستضعفين إنما هو أضعف الإيمان كما قال نبينا صلي الله عليه وسلم :"من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان"

فإنكار الظلم الواقع علي مسلمي الايغور أو فلسطين وغيرهم إنما هو من الايمان ولكن هذا الإنكار القلبي والألم وحده لا يكفي لرفع الظلم ولا لنصرة الأمه فالله تعالي يقول في كتابه العزيز :"وما كان ربك مهلك القري بظلم وأهلها مصلحون "فكونك صالحة في نفسك ليس كافيا للنجاة من الهلاك وإنما النجاة تكون بالإصلاح 

فإن قلتي لي فيكف لربة منزل أن ترفع الظلم عن الأمه ؟

أقول لكي أختي حتي نعلم كيف نرفع الظلم علينا أن نعلم سبب الهزيمة والضعف الذي أوقعنا في هذا الظلم حتي أصبحنا( تتداعي علينا الأمم ) كما أخبرنا بهذا الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوي بقوله صلي الله عليه وسلم :"

 يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ

اذا فسبب ضعفنا وهواننا علي الناس هو بعدنا عن الله والركون الي الدنيا والإنغماس في ملهياتها بعدنا عن الله كان سبب في نشأة جيل علي غير طاعة الله وبداية وجود هذا الجيل كانت من الاسرة فهي حجر الأساس للأمه 

فعندما كانت الأم ترضع طفلها بنية أن يصبح بطلا أو عالما أو فاتحا نشأ جيل قاد العالم ونشر العلم والعدل في الدنيا بأكملها 

ولكن عندما أصبحت الام ترضع طفلها بنية أن ينام حتي تتفرغ هي لملهيات الدنيا نشأ جيل من النيام جيل لا يعرف عن ماضيه ولا عن دينه إلا القلييل ولا يعرف حتي عن مستقبله وكيف سيعمر في هذه الارض ولأي غاية أوجده الله في الدنيا والله المستعان 

عندما تخلت ربة المنزل عن دورها الأساسي ومهمتها العظمي وأصبح كل همها فقط أن تطعم وتكسو طفلها وتؤمن له متع الدنيا فقط  ولا تؤمن له عقله وقلبه ونفسه من فتن الدنيا  هزمنا وتداعت علينا الأمم 

لذا فلتعلمي أختي ولتعلم كل مسلمه كونك زوجة أو أم أو ربة منزل فمهمتك هي الأمه ورفع الظلم عن المستضعفين في العالم 

لهذا السبب كرمنا الله وجعلنا خير أمة لان عودتنا الي ديننا وتطبيقه في حياتنا ونصرة ديننا هو أمان العلم الوحيد من الظلم وطريقه الي الحق والخير   قال تعالي :"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
وأنتي في بيتك بداية الأمة وبذرتها الاولي بصلاح الاسرة تنصلح الأمة ويعود مجدها وعزها 

وحتي تشاركي في رفع الظلم عن المستضعفين فعليكي بداية :

  • أن تحرصي علي أن تربي جيلا يخطط لنصرة الحق يعلم عن دينه وسنة نبيه وسيرة السابقين من المسلمين الذين نصروا الحق ورفعوا راية العدل واعلوا راية الاسلام 

  • أن تحرصي علي تربية جيل يعلم أنه خلق لغاية عظمي ولهدف كبير وهو إعمار الارض  وإصلاح ما أفسده الفاسقون وهذا  يستحق منه بذل الوقت والجهد في العلم والتعلم والتميز 

  • عليكي أن تساندي زوجك ليخرج الي مجتمعه بنفس سويه يكن بذالك صالحا في نفسه مصلحا لغيره بصدقه وحسن خلقه وأمانته كما كانت الصالحة من زمن الصالحين تقول لزوجها عند خروجه لطلب الرزق :"استحلفك بالله ألا تطعمنا من حرام فإنا نصبرعلي الجوع ولا نصبر علي النار "

  • أن تجتهدي في طلب العلم عن الله وعن رسوله وتقرأي في سيرة الصالحات حتي تستطيعي تربية أولادك علي أخلاق الصالحين 

  • أن تحرصي علي كثرة الدعاء لأخوتك المستضعفين في الارض فالله تعالي قريب مجيب قال تعالي :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان 

  • كما يمكنك التحدث عن هؤلاء الضعفاء المغلوب علي أمرهم من الايغور وغيرها علي مواقع التواصل من باب النصرة لهم 

وختاما نختم بسؤال مهم إن تبادر الي عقلك وسط الالم والاشفاق علي حال المستضعفين قول :"الله قادر وقاهر ويعلم عباده الضعفاء والاطفال المساكين لما لا يرحمهم ويرفع عنهم ما هم فيه ؟

فعلينا أن نعلم أن هذه النيا إنما هي دار بلاء كما أن الله جل وعلا لم يعدنا في كتابه أننا بدخولنا الاسلام نعيش حياة خالية من الالم بل قال جل وعلا "ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم " وقال تعالي :"إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه "والله تعالي يقول :"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "وقال صلي الله عليه وسلم :"يبتلي المرء علي قدر دينه "فالله تعالي عليم حكيم لطيف بعباده كما أن الدنيا ليست دار النعيم والمستقر إنما هي رحلة نحتاج فيها للصبر حتي نعبر منها سالمين الي نعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقطع وسعادة لا يعقبها حزن وراحة ليس بعدها تعب 

ولكن الاختبار ليس فقط لمسلمي الايغور ومن في حالهم إنما الاختبار الاكبر لنا هل ننصرهم وندعو لهم ونعود الي الله قربة لله لرفع العذاب عنهم ام نتولي وقد قال تعالي في كتابه العزيز :"وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " وقال تعالي :"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "

فلننصر الله في نفوسنا حتي يرفع الله العذاب عنا 
اللهم ارفع عن أمتنا البلاء وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اامين 


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق