القائمة الرئيسية

الصفحات

أختي وزوجي أشعر بالصدمة ولا أعلم ماذا أفعل؟

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

تقول اخت في رسالتها :

متزوجه منذ خمس سنوات ولدي طفل عمره ثلاث سنوات وطفله عمرها عدة أشهر وقد تزوجت بعد حب دام لسنوات وخطبه لمدة عامين وأنا لدي من الأخوات اربعه أثنين متزوجات واخت أصغر مني تدرس في السنة الأولى في الجامعه وقد تعرفت الي زوجي واختي في المرحلة الإعدادية فكان يعاملها كما اخته الصغرى وقد كانت تأتي إلي منزلنا وتبيت معي عند ولادتي لطفلي الأول وكانت تظهر أمام زوجي بملابس البيت ولم اكن ألقى بالا لهذا الأمر لعلمي ان زوجي يعاملها كما أخته الصغري ولكني لاحظت في الفترة الأخيرة عند ولادتي لطفلتي أن أختي رفضت بشدة ان تأتي لتبيت معي في منزلي وتساعدني في رعاية اطفالي وعندما سألتها عن السبت رفضت  وعندما تحدثت إليها بعد فترة 

وسالتها عن سبب رفضها بأن تأتي لييتي وشددت عليها جعلتني أري رسائل علي هاتفها 
وإذ بزوجي وحب عمري يرسل رسائل حب لأختي وكم هي تبدو جميله في ملابس البيت وكم أصبحت جميله وقد أخبرتني أختي وهي تبكي بأنه يحاول التقرب منها وهي تشعر بالخوف من إخبار أحد وتخاف أن يؤذيها 

نزلت كلماتها على قلبي كالصاعقه وشعرت أن الدنيا تضيق بي ولا أعلم ماذا أفعل وقد طلبت منها أن تعود إلي بيت أبي وألا تخبر أحدا عما حدث ووعدتها بأني سأحل هذا الأمر بهدوء ولكن بعدما ذهبت أختي شعرت بأني في كابوس ولا أعلم هل اثور في وجه زوجي وأطلب منه أن يطلقني وأهدم بيتي أم أخبر أهل زوجي أم ماذا أفعل مع العلم أنه يعاملني معاملة حسنه ولا يقصر في حقوقي ولكني بطبيعة الحال قد انشغلت بعض الشيء في الفترة الأخيرة بسبب الحمل والولادة  نصيحتكم ماذا أفعل ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

بداية أختنا الفاضلة نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يفرج كربك ويلهمك السداد في القول والعمل اللهم اامين 

إن مشكلتك إن دلت فإنما تدل علي حجم الكارثة التي أصبح المجتمع المسلم يعاني منها إلا من رحم ربي ونعلم جميعا أن الخير في هذه الأمة إلي يوم القيامة ولكن مثل هذه المشكلات تؤلم القلب وتشعرنا بأهمية صلاح البيت المسلم وحاجته إلى العودة إلى الله وإلى كتابه وسنة نبيه فالله نسأله أن يردنا والمسلمين إلي دينه ردا جميلا 

لا يمكننا أن ننكر أن  زوجك في طريقه لإرتكاب كبيرة من الكبائر نسأل الله أن ينجيه منها فأختك محرمة عليه ما دمتي زوجته ولا يحل له الزواج بها ولكن هذا التحريم إنما هو تحريم مؤقت ومن المعلوم انه من الاقرب الي المستحيل ان يوافق اهلك علي أن يتزوج بأختك في حال كان يريد الحلال ويريد تركك لزواج بأختك ومن المؤكد بأنه يعلم امرا كهذا وهذا ما يجعلنا نقول بسوء نيته 

ولكن اختنا الفاضلة لا يمكننا أن نلقي عليه كامل الخطأ فهو علي خطأ كبير لا شك في ذالك ولكن نبينا الكريم يقول :ما تركت فتنة علي الرجال أعظم من النساء .." وقد قولتي بنفسك بانكي قد قصرتي مؤخرا في حقوقه بحكم ظروفك ولكن في نفس الوقت جئتي بأختك صغيرة السن وقدمتيها أمام زوجك تجلس أمامه بزينتها ومرتدية ملابس البيت كما ذكرتي وزوجك ينظر والشيطان يجري من ابن ءادم مجري الدم وقد تحدث العلماء في أن أخت الزوجة التي هي محرمه تحريم مؤقت تعامل معاملة المراة الأجنبية عن الرجل فلا يحل له مصافحتها او أن تجلس امامه بزينتها أو أن يخلو بها فهي حكمها كسائر النساء والجهل بأحكام ديننا هو سبب مشاكلنا لذا فقد اخطأتي يوم أعتقدتي أنه عليكي أن تتركي زوجك يعامل أختك وتظهر امامه كما اخته وهي ليست بأخته

وبما أننا نطلب الصلح والخير أولا فكل ما عليكي فعله أن تعيدي زوجك لبيته وأن تحافظي علي أسرتك من الهدم والتفكك فإن أي تصرف نابع من غضب او عصبيه قد يجعلك تخسرين الكثير فهو أبو اولادك وقد ذكرتي بأنه لم يقصر في حقك فهذا إن دل فإنما يدل على مكانتك في قلبه ولكن يمكننا أن نقول بأنه قد فتن في فترة ضعف كنتي انتي منشغلة عنه فكل ما عليكي القيام به هو التالي :

عليكي أن تطلبي من اختك أن تصده وتتجنب معاملته أو الرد عليه وتخبريها بأنك ستحلين الأمر بهدوء حتي لا تهدمين بيتك وأسرتك وتخبريها أن تعلمك إن حاول التحدث إليها أو التعرض لها أو مقابلتها 

ثم أنه عليكي أن تستعيني بالله فالأمر ليس بالهين ويحتاج منكي الوقت والجهد لتحافظي علي بيتك من الهدم وزوجك من الوقوع في الحرام لا ننكر أبدا بأنه يستحق أن تصرخي في وجهه وتعاتبيه أشد العتاب علي تصرفه ولكن الوقت هو وقت الحفاظ علي بيتك وإستعادة زوجك وشريك عمرك وأبو أولادك لذا عليكي أن تتماسكي وتهدأي حتي تتمكنين من القيام بما تريدينه وتستعيدي زوجك وتحفظيه من هذا الذنب الكبير ويأتي بعدها العتاب والعقاب 

عليكي أن تحذري أختك من إستقبال زوجك في بيت أهلك في عدم وجود أهلك أو إخوتك في البيت لأي سبب كان وإن كان لديكي شك في أن أختك لن تتمكن من فعل هذا وقد تكون وحدها في المنزل لأوقات فأنتي مضطرة أن تخبري والدتك وتعلميها بالوضع وتطلبي منها أن تتعامل بحكمه ولا تستقبل زوجك في بيتهم وأختك وحدها في المنزل لأي سبب أو عذر فهذا شرعا لا يصح ولا يرضي الله فضلا عن كون التساهل من البداية في هذه الأمور هو سبب ما وصلنا إليه الأن ولا حول ولا قوة إلا بالله 

عليكي أن تستعيدي إهتمامك بزوجك وتذكريه بمدي حبك له وتعتذري له عن تقصيرك معه بسبب ظروفك ولا بأس من إختلاق مناسبة للإحتفال وعمل مفاجئة له تشعره بأنه ما زال زوجك وحبيبك وليس فقط مكنة الصرافه في المنزل وأبو الأولاد فإن شعور الزوج بأنه أصبح مجرد والد ومسؤل هو ما يجعله يبحث خارجا عن الحب والإهتمام  ولا نجعل له عذرا في فعل الحرام أبدا فهو غير معذور في الحرام وإنما نوضح فقط أسباب شيوع تلك المشكلات ولا نبررها 


بعد قيامك بتغيير نظام حياتك وإستعادة إهتمامك بزوجك له فإن سألتي أختك هل ما زال زوجك يحاول التحدث إليها؟

 إن كان الجواب: لا لم يعد يحدثها وتأكدتي بأنه لم يعد يتحدث إليها  فقد تعلمتي الدرس فلتضعي حدود للتعامل  بين زوجك وكل إمرأة لا تحل له ولا تخبري زوجك بما علمتي حتي يبقي في داخله إحساسه بالذنب والخوف من جرح مشاعرك وردة فعلك إن علمتي بما فعله فيبقي حريصا علي إرضائك وإسعادك وتحرصي علي رعايتك لبيتك وزوجك وبلتحرصوا سويا علي تقوي الله والتقرب منه سبحانه فهذا هو  أمانك الوحيد في صلاح بيتك وزوجك 

وإن كان الجواب بأنه مازال يتحدث إليها بعد قيامك بما سبق فلا مفر من المواجهه

   فلتتحدثي إليه وتخبريه بأنك علمتي بما يفعل وتسأليه لماذا يفعل هذا بشريكة عمره وأم أولاده ولتستمعي إليه وتتخذي قرارك بناء علي ردة فعله فإن أوجد لكي مبررات علي فعلته ولم يظهر إعتراف بالذنب أو ندما علي ما قام به وأن هذا كان بسبب شيطان وضعف منه فلتراجعي نفسك في تلك الحياة وبقائك مع هذا الرجل 

والله نسأله أن يقدر لكي الخير ويفرج كربك ويهدي لكي زوجك ويحفظه من الحرام ويحفظ عليكي بيتك اللهم اامين 

تعليقات