القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة لكل من يفكر في الإنتحار من أم مكلومه

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

رسالة لكل من يفكر في الإنتحار من أم مكلومه 

تقول أم في رسالة لها :

انا ام متوسطة التعليم بذلت وقتي وجهدي وصحتي وأعصابي ومالي وكل ما أملك من أجل أولادي بنفس راضية سعيدة كل حلمي في هذه الحياة هو ان أرى أولادي سعداء وقد حرصت على تعليهم ووتربيتهم وقد مضى ابوهم أغلب عمره

في السفر فكنت لهم الاب والأم وحرصت على تربيتهم بشكل جيد من وجهة نظري ولكن جاء فلذة كبدي وأبي وابني وأغلى ما أملك في هذه الحياة وحطم كل ما قمت به وجعلني أشعر بأني أفنيت عمري وصحتي في الهواء بدون فائدة أو قيمه فقد تعرف ولدي علي فتاة وأراد الزواج بها ولكني وجدت أن تلك الفتاة لا تليق به وليست مناسبة له علي الإطلاق فرفضت هذا الزواج حرصا عليه وخوفا عليه فإذ بولدي يكسر قلبي ويحطم نفسي ويضيع املي وفرحتي ويتخلص من حياته وينتحر بسبب رفضي من زواجه من تلك الفتاة وأنا اليوم أقول لولدي :هل هذا هو برك بأمك ورحمتك بها أن تجعلني أشعر بكل هذا الألم ؟هل هذا ما علمتك إياه وربيتك عليه ؟هل واجهت في حياتك شيء مما واجهته أمك من قسوة وألم في الحياة يستحق أن تخسر بسببه دنياك وأخرتك ؟وهل رفضي من زواجك بمن تريد يستحق أن تعاقبني بأن تجعلني أعاني ألم فقدك واموت في اليوم ألف مرة لماذا فعلت بأمك كل هذا بني؟ لو كان اجلك جاء بأمر الله دون تعدي علي نفسك كنت سأواسي نفسي وأتصبر بأنك مت مؤمنا بالله طائعا وأطمع من الله أن يجمعني بك في جنته ولكنك قررت أن تحرق قلبي وتحرمني من أمل أن أطمئن عليك  حتي في قبرك فلما فعلت بي كل هذا بني؟؟ 

تلك كانت رسالة من أم منتحر شاب قرر أن يخسر حياته وآخرته ولا حول ولا قوة الا بالله

ونحن نقول بداية نسأل الله أن يلهم هذه الأم المكلومه الصبر والسلوان وأن يهدئ من ألمها وجرحها اللهم اامين

ثانيا نقول لكل من يفكر في خسران دنياه وأخرته هل وعدك الله بأن تعيش في الدنيا منعما بدون إبتلاء او حزن او هم وأخلف ربك وعده (حاشاه سبحانه) حتي تخلف وعدك مع ربك وتهدم بنيانه أم أن الله سبحانه قال في كتابه العزيز :"ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" أما سمعت قول ربك :"وما هذه الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وإن الأخرة هي دار القرار" أما أعلمك ربك أن الدنيا دار بلاء والراحة تكون في الجنة والمؤمن الحق عليه أن يصبر علي البلاء ويرضى بالقصاء

اما سمعت قول نبيك :" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابه ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له "

كيف تتجرأ علي التعدي علي صنع الله أما سمعت قول رسولك الكريم :"الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه"

نقول لكل من يفكر في الإنتحار أعلم أن الله أرحم بك من نفسك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها فهو سبحانه وحده من خلقك وهو سبحانه إن علم أن رحمتك في موتك فهو أرحم بك من نفسك وسيقبض روحك إن كان فيها خيرا لك ولعله سبحانه أراد بما أصابك من بلاء أن يكفر عنك بعض ذنوبك أو يعيدك إليه حتي تلقي الله طاهرا تلقي النعيم بعد العناء والراحة الأبدية بعد التعب

وأسمع قول نبيك حيث قال :"لا يزال البلاء بالعبد  حتي يمشي علي الأرض وليس عليه خطيئه "

وقد يظن من ينهي حياته أنه يرتاح من الألم ولا يعلم أنه يلقي بنفسه في بحر من الألام لا يعلم هولها إلا الله وقد حذرنا النبي من ان يدعو الرجل علي نفسه  وقال صلي وسلم الله عليه وسلم فإن كان ولا بد فليقل :"اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إن كان الموت خيرا لي" فنعمة الإمهال والحياة نعمة عظيمة يستطيع بها الرجل أن ينجو من النار ويكون من أهل الجنان فما أعظم من طال عمره وحسن عمله 

فلكل من يفكر في هدم بنيان الله عد إلى ربك وقف بين يديه وتوسل إليه ولذ به يفرج كربك ويزيل همك ويصلح شأنك 

فقد قال تعالى في كتابه العزيز :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.." وقال تعالي :"الله لطيف بعياده" لك رب أرحم بك من نفسك فكن مع الله يكن الله معك

وختاما نقول لكل أب وأم حافظوا علي أولادكم ولا تتركوهم تربيهم الهواتف وتحدثوا معهم ووفروا من اوقاتكم لهم وأحرصوا علي إطعامهم من حلال وكونوا رحماء معهم ولا تتوقفوا عن الدعاء لهم بالهداية والصلاح ورسالة لكل مسلم كن لطيفا هينا قريبا فالعالم يفتقر إلي اللطفاء




تعليقات