القائمة الرئيسية

الصفحات

يلومونني ويعيروني لأني فضلت بيتي وأولادي علي عملي فماذا أفعل؟

 بسم الله

تقول أختنا في رسالتها :

متزوجه منذ خمس سنوات وقد كنت في السنة الأخيرة من الجامعة حين تزوجت وقد ساعدني زوجي في تلك السنة حتي تخرجت وبدأت العمل بعدها بعدة أشهر وكنت وقتها حامل في طفلي الأول ولكني كنت مع الوقت أشعر بأني

مقصرة بشدة في حق بيتي وطفلي من أجل عملي فقد كانت طبيعة عملي تتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد مما كان يوثر بشدة علي رعايتي بطفلي وإهتمامي بزوجي وقد كان هذا بسبب كلام زوجي معي فقد أخبرني أني وعدته أنه إن أثر عملي علي بيتي سأترك عملي وكنت قد وعدته بهذا فعلا ولكني بمجرد أن أتخذت هذا القرار كل من حولي يلومونني ويوجعوني بالكلام ويعيروني بأن سنوات تعليمي ستصبح بلا فائدة وأني سأصبح خادمة في البيت وفقط .

أشعر بالهم والخوف ولا أعلم ماذا أفعل؟ 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

بداية أختي حتي تستطيعي إتخاذ قرارك بنفسك ويكون هذا القرار بكامل رضاكي واقتناعك عليكي أن تسألي نفسك من ترغبين في إرضاءه بهذا القرار ولتعلمي أختي أن كل ما ستفعلينه ستحاسبين عليه 

قال تعالي :"وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا" وقال تعالي :"كل نفس بما كسبت رهينه" وقال تعالي :"وقفوهم إنهم مسؤلون"

وقال صلوات ربي وسلامه عليه :"(لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ ..

فإن كنتي تريدين إرضاء الناس فلتعلمي أن معايير الخلق لا تستند إلي شرع بل تستند إلي هوي وهي متغيرة بتغير النفوس وإرضاء الناس غاية لا تدرك فإن كنتي تبحثين عن رأي المجتمع والناس فيكي فالمجتمع يريد المرأة المتفتحه صاحبة الذمة المالية الخاصة المستقلة المتمردة المتحرره الغير ملزمة بأي شيء تجاه بيتها وأولادها حتي الذي فطرها ربها عليه كل هذا وأكثر من أجل نزع ثوب الحياء عنها وجعلها متاحة في كل مكان 

هل معني كلامكم  أن كل من تسعي للعمل الشريف هي بتلك الصفات؟! كلا فنحن لم نذكر أنها صفات كل من تخرج للعمل ولكن هذا ما يريدون من المسلمة أن تكون عليه بخروجها للعمل ولا ننكر أن من المسلمات العاملات نماذج مشرفه ولا نقول أن عمل المراة حرام قطعا وإنما له شروط إن لم تتحقق يصبح ضره أكثر من نفعه ومن تلك الشروط 

  • أن يكون العمل بحاجتها كأن تعمل في مكان لا يمكن للرجال القيام به أو تكون بوجودها في هذا العمل سترة للمسلمات وقضاء حاجاتهم أفضل من الرجال
  • أن يغلب علي عملها حماية نفسها من الإختلاط بالرجال والوقوع في المحاذير المترتبة علي هذا الإختلاط 
  • أن تكون هي في حاجة شديدة إلي هذا العمل 
  • أن تخرج إلي عملها بلباس شرعي يرضاه الله ورسوله 

نعود إلي نقطة من تريدين رضاه فإن كنتي تريدين إرضاء المجتمع والناس فلتذهبي للعمل ولتخضعي للتنازلات حتي تحققي أهدافك في عملك عندها ستحظين بمدح المجتمع والناس وإحترام الكثيرين من حولك حتي وإن تحدثوا عنكي بسوء من خلفك لكنهم سيمدحونك في وجهك وقد تنالين جوائز المرأة المثاليه 

أما إن كنتي تبحثين عن مرضاة ربك ورسولك ولا تبالين بما يقوله الخلق فإسمعي قول ربك 

قال تعالى في كتابه العزيز :"وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهليه الأولي" 

وقال صلوات ربي وسلامه عليه :"أقرب ما تكوت المرأة من ربها في بيتها فإذا خرجت استشرفها الشيطان" 

وقال صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت نفسها واطاعت زوجها قبل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت"

وقال صلي الله عليه وسلم :"كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤلة عن رعيتها .."

ولتعلم كل مسلمة تخاف لقاء الله واليوم الآخر أنها عندما تقف أمام ملك الملوك سيسألها ربها عن رعيتها التي إسترعاها عليها وهل كانت أما وزوجة صالحة  هل ربت أولادها بحيث يكونون عونا للأمة لا عبئا عليها أم تركتهم للملهيات تفسد عليهم فطرتهم ودينهم وتقتل أوقاتهم وطموحاتهم ستسأل أمام الله هل حافظت علي حيائها وتجنبت مخالطة الرجال لغير حاجة وحفظت قلبها ونفسها هل كانت علي ثغر من ثغور دينها فسدت وأحسنت بأن أعانت الشباب المسلم علي غض بصره وحفظ نفسه بأن حفظت نفسها وجعلت من أمهات المؤمنين قدوة لها أم سارت مع التيار ولم تسمع لقول ربها  حين قال في كتابه العزيز :"وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله "وتذكرت قول ربها :"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "

ولن يسألها  ربها عما حصلت من شهادات علمية أو تفوق في الحياة المهنيه 

ما دمتم تقولون بأن بيت المرأة أحق بها فلما تتعلم مادامت ستتزوج وتمكث في البيت؟ 

نجيب عن هذا السؤال في المقال القادم فتابعونا..



تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق