القائمة الرئيسية

الصفحات

بلغت الثلاثين من العمر ولم أرزق بزوج صالح فهل من علاج لألم قلبي ؟

 بسم الله

تقول ابنتنا في رسالتها :

أنا فتاة عمري ثلاثون عاما علي قدر كبير  من الجمال والتعليم ولكن دائما من يتقدم لخطبتي إما أنه غير مناسب لي أو أني أشعر بالراحة وأجده على خلق ودين ولكن أهلي يقولون أنه أقل مني ماديا او إجتماعيا وقد تكرر هذا الأمر أكثر

من مرة ويمنعني الحياء من مراجعة أهلي ولكن سني يتقدم وأصبح الرجال يعزفون عن التقدم لخطبتي مما بدأ يعتقده الناس في أني متكبره ولن أوافق علي أحد بسهوله وأنا لا أملك حيلة في هذا الأمر ولا أملك الجرأة في مصارحة أهلي بما في نفسي وأشعر بألم شديد في قلبي عندما أشاهد زميلاتي قد تزوجن وأنجبن لا أحسدهن ولكني أشعر بالإشتياق الشديد لأن أصبح زوجة وأم وألم قلبي لا يتوقف فهل من علاج لهذا وجزاكم الله خيرا؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول

بإذن الله نجيب عليكي إبنتنا بما تقر به عينك ويكون خير دواء لألم قلبك لان الجواب سيكون بما جعله الله تعالى شفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين 

قال تعالي:" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"

إعلمي بنيتي أن أرزاق الله لا تتأخر فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه :" "

جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه .

وقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :" وفي السماء رزقكم وما توعدون "

وقال صلوات ربي وسلامه عليه :" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" فمن توكل على الله كفاه وأواه 

وقد قال الحسن البصري   رحمه الله :علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مُطلع علي فاستحييت أن يراني عاصيًا، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي" 

فعليكي بنيتي أن توقني في أن لكي رب رحيم حكيم عظيم لا يضيع من لجأ إليه وتوكل عليه وأنه تعالي يعلم ما يصلحك وما يسعدك أكثر منكي فقد يكون زواجك مبكرا سبب تعاستك في الدنيا والآخرة قال تعالى :" وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" فعليكي أن تتوكلي على الله حق توكله موقنة في حكمته ورحمته وعدله وتعلمي أن كل تقدير الله لعبده هو الخير له حتي وإن كنا بعقولنا القاصره لا نري هذا الخير (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) 

ولكن حتي تتخلصي من هذا الحزن الذي هو من الشيطان 

قال تعالى :" إنما ذالكم الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيء" والحزن يضعف العزم ويوهن الجسد لذا نذكر لكي عدة خطوات تساعدك بعون الله علي التخلص من هذا الألم 

  • أن تتعلمي عن الله أكثر وتتقربي إليه سبحانه حتي يزداد اليقين في قلبك فيهذأ ويطمئن ويوقن فيما عند الله 

  • إلزمي الدعاء فالدعاء سلاح المؤمن يحد شفرته بالليل ليجني أثره بالنهار والله تعالي يقول في كتابه العزيز :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" فالله تعالي يأمر من يريد أن يستجيب الله دعاءه أن يدعو بإيمان أن يوقن في رحمة ربه وعدله وكرمه ويحسن الظن به   فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث القدسي حكاية عن رب العزة :"أنا عند ظن عبدي بي "

  • عليكي إبنتي أن تتجنبي موانع إجابة الدعاء فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه :"إن الرجل ليحرم الرزق بالذب يصيبه "ومن أكثر أسباب منع الزوج الصالح هو العلاقات المحرمه أو الإختلاط لغير حاجه أو التبرج أو غيرها مما يفسد علي الفتاة دنياها وآخرتها والله المستعان 

  • عليكي بنيتي أن تلجأي إلي والدتك أو شخص تثقين به يمكن لوالدك السماع لرأيه في حال منعك الحياء من التحدث مع والدك بشكل مباشر فعليكي أن تجعلي شخصا عاقلا حكيما يتحدث الي والدك يذكره بحديث النبي الكريم :"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "وأنه بتصرفه هذا يخالف أمر رسوله ويفسد سعادة ابنته 

ونصيحتنا الأخيرة لكي بنيتي تذكري نعم الله عليكي واسعدي بما لديكي ولا تجعلي هما واحدا يفسد عليكي حياتك ويسكن الهم في قلبك فنعم الله علي عباده لا تعد ولا تحصي والزواج ليس بجنة الدنيا فلكل مرحلة ما يسعد بها وما يؤلم فتعلمي أن تسعدي بكل فترة في حياتك وأن تحسني الظن بما هو قادم فرب الخير لا يأتي إلا بالخير وأن تشغلي وقتك بما ينفعك ويقربك من ربك فالنفس إن لم تشغليها بالطاعة شغلتك بالمعصية وإنما هي دنيا فيها الصبر ساعة طالت أو قصرت ثم بعدها راحة لا شقاء بعدها ونعيم لا هم بعده لمن إعتصم بالله وتوكل عليه 

والله أسأله أن يسعد قلبك ويرزقك زوجا صالحا يعينك علي طاعة ربك ويأخذ بيدك إلي جنته وجميع بنات المسلمين اللهم امين 




تعليقات