القائمة الرئيسية

الصفحات

أمي تطلب مني عصيان زوجي ماذا افعل ؟

 بسم الله 

هذه رساله من اخت تشكو من ضغط أمها عليها كي تعصي زوجها وتقول فيها :

متزوجه من ثلاث سنوات ورزقت بطفل وزوجي علي خلق ودين ولكن لا اخفي أنه كما في جميع البيوت تحدث بيننا خلافات ولكني لاني أحبه أعمل جاهدة علي ألا يدوم الخلاف طويلا وأبدا بالصلح أحيانا وإن بدا زوجي بالصلح لا أطيل في العتاب عليه حيث أنني أتاثر نفسيا وصحيا قي أوقات الخلافات لذا أسعي الا يدوم الخلاف طويلا ولكن عندما اتحدث مع أمي بحسن نيه عن خلاف حدث بيني وبين زوجي دائما ما تشعرني أمي أني مخطئة في حق نفسي وأهدر من كرامتي حين أبدا بالصلح وتؤنبني كثيرا لفعلي هذا وتتهمني بضعف شخصيتي أمام زوجي مما دفعني هذا الي تغيير معاملتي مع زوجي وعند اخر خلاف حدث بيننا كنت قاسية في الحديث معه وهو امر لم يعتد عليه مني ولا من أخلاقي فغضب علي كثيرا ولم يحدثني منذ ذالك الحين من اسبوع تقريبا وانا اشعر بتأنيب ضمير شديد تجاه زوجي حيث أنه طيب الخلق والعشرة معي  وفي قرارة نفسي اعلم اني المخطئة وعندما أخبرت أمي بما حدث حذرتني ان ابدا بالصلح وعلي أن أنتظر حتي يصالحني كي أحافظ علي كرامتي وأنا الان اعاني من جفاء زوجي معي وأخاف أن أصلح الامر فتهدر كرامتي كما تحذرني من هذا امي ولا اعلم ماذا افعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله 

  • بداية اشكر لك أختي صدقك مع نفسك وحسن خلقك بالثناء علي زوجك وإحسانك له في وقت خلافك معه فالخلاف يظهر معادن الناس والفجور في الخصومة من صفات المنافقين فالله اسال ان يبارك فيكي ويصلح ما بينك وبين زوجك اللهم امين 

  • ثانيا لي عتاب عليكي اختي فقد اقترفتي خطا هو من سبب لك كل تلك المعاناه ولكن قبل ذكر ذالك السبب يجب ان اذكرك بقول نبينا الكريم :"خاب وخسر من أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنه "وقوله تعالي في كتابه العزيز :"وقضي ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا "ولكن لا يعني ابدا إحسانك لامك أن تخطئي حق نفسك واعلمي أختي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم :"وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا "فحق والدتك عليكي هو طاعتها في غير معصية الله ولين الجانب والكلمة الطيبة وخفض الجناح كما اخبرنا ربنا في قوله تعالي :"واخفض لهما جناح الذل من الرحمه"
  •  لكن علااقتك بزوجك وخلافاتكم لا يجب ان تخرج خارج باب غرفتكم او منزلكم وكونك تحفظين اسرار بيتك او خلافاتك معه عن امك لا يعد ابدا عقوق او تقصيرا في حقها حتي وإن حاولت والدتك معرفة أخبار بيتك فعليكي الا تخبريها الا بما يسعدها ويطمئنها ويرفع قدر زوجك في عينها ذالك هو حق زوجك عليكي وتلك هي اخلاق الطيبات الكريمات 

  • مادامت الخلافات يمكن حلها بينك وبين زوجك يجب الا تخبري والدتك او صديقتك او غيرها عنها الا من تثقين انه يسعي للاصلاح والافضل الا تخبري احدا وتوجهي الي خالقك فهو وحده من يعينك علي امرك ويهدي لك قلب زوجك 

  • فكم من بيوت كانت سعيده وعند خلاف بسيط كانت تصلحه كلمة طيبه وبسمة حانيه فعلمت بهذا الخلاف  ام او صديقه كانت  سبب في هدم منزل وتفكك اسره فالام بطبيعتها (إلا القليل منهن) تري دائما ان ابنتها لا تخطئ كما أننا وقت الغضب لا نكن منصفين عند التحدث في امر الخلاف  فنتحدث بما يظهرنا أننا المظلومين حتي وان كان الامر علي خلاف ذالك (إلا من رحم ربي ) ومع الوقت تنتهي مشكلتك مع زوجك وتنسين ما حدث ولكن والدتك لن تنسي وستتغير نظرتها لزوجك وانتي من ستعانين من هذا الامر ايضا فيما بعد والله المستعان  فليكن سرك وخلافاتك بينك وبين زوجك ولا احد غيركما  فالمشكلة الكبيرة  بينكما ان بقيت  بينكما تصبح صغيره  والصغيرة  بينكما ان علم بها غيركما  تصبح كبيره 

  • نأتي الي أمر الخلاف مع زوجك ولتسمعي اختي اولا الي قول نبينا الكريم حيث قال صلي الله عليه وسلم :"لو أمرت أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها "وذالك لعظم حقه عليها   واسمعي اختي ايضا قول نبيك وشفيعك حين سأله رجل فقال :"يارسول الله من أعظم حقا علي الرجل ؟فقال صلي الله عليه وسلم :أمه فقال الرجل ومن أعظم حقا علي المرأة فقال صلي الله عليه وسلم زوجها "

  • ولتعلمي اختي ان زوجك هو جنتك ونارك كما اخبر بذالك الذي لا بينطق عن الهوي صلي الله عليه وسلم وان الصالحة التقية النقيه لا تكتحل بنوم وزوجها غير راض عنها كما كان حال الطاهرات الصالحات من المؤمنات قدواتنا فلتقتدي بمن سيق من الصالحات كما اخبرنا خير الخلق بقوله :"من كان مستنا فليستن بمن سبق فان الحي لا تؤمن عليه الفتنه " فلتكن قدوتك الصحابيات وامهات المؤمنين 

  • فان حدثتك نفسك بانك ان صالحتي زوجك ستهدرين كرامتك فلتعلمي ان هذا من نزغ الشيطان والنفس الامارة بالسوء فان اعظم هدف يسعي اليه الشيطان هو افساد الزوجة علي زوجه كما جاء في الحديث الشريف""إن إبليس ينصب عرشه على البحر، ويبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول: مازلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت أنت! ويلتزمه!". فلا تشمتي بك الشيطان وابداي بالمعروف فزوجك هو احق بمعروفك واحسانك وتذكري قوله تعالي "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "وقوله تعالي "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله " وأعلمي أنك بلين جانبك تحرمين وجهك علي النار كما اخبرنا الصادق المصدوق في قوله صلي الله عليه وسلم :"حرم علي النار كل هين لين سهل "

  • فلتكوني لينة هينة  لزوجك والتمسي رضاه وأسعدي قلبه وأحتسبي طاعتك له لله وتذكري قول نبينا الذي اذا تمسكنا بسنته نجونا وسعدنا في الدنيا والجنه فقد قال صلي الله عليه وسلم :" إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت



تعليقات