الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
اخت تشكو من قلة اهتمام زوجها بها وتقول في شكوتها :
متزوجه من خمس سنوات ولدي صفلتان ابذل ما في وسعي حتي أكون علي قدر المسؤلية في الاهتمام ببيتي وأطفالي وزوجي كما أحرص علي اهتمامي بنفسي وهو ما يجعل المجهود مضاعف علي ولكن زوجي دائما مشغول فطوال النهار يقضيه بالعمل وعند قدومه للمنزل يتناول الطعام ثم يتصفح الهاتف وقليلا ما نتحدث واحتاج اليه في أوقات عده لاشكو له من أمر يزعجني فلا أجد منه إنصات او مواساة ولو بالكلمه وهو ما يؤلمني كثيرا ولا اعلم ماذا افعل ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سنجيب عليكي اختي باذن الله جوابا مفصلا شافيا فأنصتي بقلبك لتلك الكلمات
ولتسمع كل أخت تشكو من أمر كهذا وهو كثير في البيوت والله المستعان وبعون الله تجدن من الجواب ما يشفي الصدور ويطيب القلوب
اولا :تعلمين اختي ان خروج زوجك من الصباح الباكر وتحمله لانواع من الضغوط والص
عوبات ومخالطة الصالح والفاسد والصبر علي اذي الناس إنما هو من أجلك أنتي فلتعرفي له جميله فقد جعلك ملكة في بيتك وحماكي ورعاكي من أذي الخلق وخرج يتحمل الاذي وكلنا نعلم ان الرجال في تلك الايام تتحمل من الضغوطات مالا يعلم به الا الله حتي يحفظوا أسرهم عن السؤال ويوفروا لهم حياة طيبه
ثانيا عليكي ان تعلمي أختي عظم ما تقومين به وأن الله قد جعلك في الدنيا خير نعمة في حياة زوجك بصلاحك وتقواكي كما قال صلي الله عليه وسلم :"الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحه " فعليكي أختي ان تدركي عظم ما تقومين به وتنتظري به الاجر من رب الخلق فبل الخلق فالله هو الذي يجازي بالإحسان إحسانا وتعيني زوجك علي صعوبات الحياه وتكونين له السكن كما أمرك ربك فقال تعالي :"ومن آياته أن خلق لكن من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها .."فالقلوب بين أصابع الرحمان يقلبها كيف شاء فراقبي الله في طاعتك لزوجك وإحسانك إليه وستجدي من لين قلبه لك وعطفه وقربه ما تقر به عينك بفضل الله وحده
ثالثا أجعلي الله قبل كل شيء فالقلوب بيد الله وحده والسعاده وسكن البيوت بيد الله وحده وعلي قدر هيبتك لله يجعل الله هيبتك في قلوب العباد أحسني إلي زوجك ولا تنتظري الاجر إلا من الله فمن تعلق بغير الله عذب به وهذا لا يعني الا تحبي زوجك ويكن الامر خاليا من المشاعر علي العكس تماما فبقربك من الله يقرب الله بين القلوب ويصلح ما في الصدور
رابعا التمسي العذر لزوجك فالرجل في طبيعته التي خلقه الله عليها لا يتحمل سماع الحديث بكثره او التحدث بكثره وما نسميه بالفضفضه لا يجيد أغلب الرجال هذا الامر وهو ما تعتقده كثير من النساء أنه قلة أهتمام أو قلة ود من الزوج ولكن الامر خارج عن إرادتهم فبطبيعة الرجل يحب الحديث في ما يهمه بشغفه فقط وليس فيما تحتاجين انتي كامرأه التحدث فيه
خامسا لتأخذي أهتمام زوجك ويترك الهاتف ويكن معك تعرفي علي شغفه فيما يحب الحديث عنه وشاركيه أطراف الحديث وأجعلي بينكم مواضيع للحديث خارج طلبات المنزل ومشاكل الاطفال عندها سيترك الهاتف ويحدثك "شاركيه هواياته او شغفه "
سادسا من صفات الزوجة الصالحه كما اخبرنا نبينا الكريم "إذا نظر اليها سرته .."أجعلي ألابتسامه تعلو وجهك وأشعري زوجك بسعادتك من وجوده في المنزل بينكم وتذكري قول الرسول الكريم "تبسمك في وجه أخيك صدقه "وقوله صلي الله عليه وسلم "الصدقة تطفئ غضب الرب "فهذا الامر ينشر السعادة في البيت بكامله "أم مبتسمه تعني بيت سعيد"
سابعا وهو الأهم تعتقدين أني أثقلت عليكي وتقولين في نفسك لما علي أن أقوم بكل هذا وأقدم كل شيئ ولا يقدم هو شئ لي ؟اقول لكي أختي ما قاله لنا نبينا الكريم في حديث أسماء خطيبة النساء فهى التى روى عنها أنها جاءت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وقالت: بأبى وأمى أنت يا رسول الله، أنا وافدة من النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم فى هذا الأجر والخير، فالتفت النبى صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قَط أحسن من مساءلتها فى أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا. فالتفت النبى صلى الله عليه وسلم إليها فقال: "افهمي، أيتها المرأة، وأَعْلِمى مَن خلفك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّلِ المرأة لزوجها وطلَبها مرضاته واتباعَها موافقته يَعْدِل ذلك كلّه". فانصرفت المرأة وهى تهلّل.
ذروة سنام الاسلام هو الجهاد وما تقومين به يعادل جهاد الرجل وبذل نفسه لله الا يستحق الامر الصبر والتحمل وتقديم الخير الا تستحق الجنة التحمل وإنتظار الاجر من الله
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها، وصامَتْ شَهْرَها، وحفظَتْ فَرْجَها، وأَطَاعَتْ زَوْجَها، قيل لها: ادْخُلِي الجنةَ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شِئْتِ».
ألا إن سلعة الله غاليه ألا إن سلعة الله هي الجنه
اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ردحذف